البحث عن الصفاء
ليس الباحث عن الصفاء دائما على صواب أو أتخذ القرار الذي يجب عليه أن يكون وليس العكس صحيح لكن لكل رؤيته في تلك الحالات المبدئية التي تناسب مقاس حالته الاجتماعية البسيطة أو العمق المبيت الأزلي الذي يعيش فيه بين جنبات الحياة بكل مميزاتها الحقيقة أو المرسومة مسبقاً ويكون فيها التدخل الخارجي حسب المساحة الفارغة من تفكيره أو ما سمح به صاحب هذا الفراغ النفسي المستكين إلى حالة القوقعة المبنية على حالته الاجتماعية بكل مورثاتها وعمقها .
بعد المطر تشرق الشمس وتخرج الفراشات لكي تطير فوق العشب المبلل الذي أختلط برائحة الأرض قبل الغروب والدخول في ليل طويل ربما تزول أثار المطر ويمكن أن يزيد المطر وفي تلك الحالتين فأنها سوف تؤثر على المنظر الكبير عند خروج تلك الفراشات فأن الثعالب تتكيف مع الجو في الغالب وربما تلعب معها وهي تعلم أنها لا يمكن أن تصطاد منها شيء وأن حصل فأنه لا يغني عن وجبتها الدسمة من طير قد نفق هنا أو هناك من العاصفة وهي ما تأمل أن تحصل علية وربما يصادف طريق ذلك الثعلب حشرة الخنفساء المفضلة لدية لأنها مقرمشه وفيها شيء قليل من المطلوب حيث لو حصل على المزيد منها فأنه قد يتخلى عن أحلامه بالعثور على طائر جريح أو نافق وربما مسروق يتقاسمه مع ثعلب أخر قام بالمهمة فالصفاء هنا لم يحل كافة مشاكل الثعالب .
وعند الذهاب إلى رحلة في البحار والأنهار الجارية نجد مثل تلك الحالة مختلفة بعض الشيء لكنها تتوافق بالمضمون فعند مصبات الأنهار نجد أن نوع معين من الأسماك قد أستوطن هنا حيث المياه العكرة المختلطة في الكثير من الطين ومخلفات الانجراف و تكون الرؤية هنا معدومة لكنها اعتادت الحالة العكرة فتقع فريستها أشياء كثيرة من الضفادع الصغيرة أو الأسماك النهرية الطرية ففي العودة إلى حالتها وتصنيفها لن تجد لها تسمية معينة لأننا لو أطلقنا عليها أنها أسماك بحرية نكون مخطئين كيف يكون ذلك وغذائها من مخلفات الأنهار وعندما نقول أنها أسماك نهرية نكون أيضا على غير الصواب كيف يكون ذلك وهي لم تعيش في النهر بل أنها تأكل أبناء الأسماك النهرية .
أذا في المجمل الصفاء ليس تلك الحالة المثالية للحياة لبعض الكائنات الحية أو التي تعتبر حالها كذلك والتي تريد عبور رحلة الحياة بسلام مورثة البحث عن بيئة أفضل لجيل أخر وفي المقابل ليس البحث عن الكدر هو الحل الأكثر طمأنينة وجالب للسعادة في ظل عدم الرؤية المفروضة عليها وتحت تأثير أنجرافات تأتي من مكان بعيد والحياة تحت تأثير تلك الحالة يتطلب الكسب بأكثر طاقة ممكنه وبفترة محددة لا يعلم أحد مداها وما تحمل من أشياء يمكن الاعتماد عليها .
سعيد جداً بقراءتك مقالي وأكون سعيداً لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع
رائعه من روائع مقالات ابن الفرات
ردحذف