السبت، 9 يوليو 2011

مدفوعة الاجر

مدفوعة الآجر
ربما يكون المتعارف علية في شريعة الثمن المعطى في مقابل الأشياء يكون بعد ملكة والتبعية المتحولة له من المالك الأول بكثير من نواحي العمل والتشغيل سواء كان العمل المنجز فردي أو جماعي وربما يكون سلعة معروضة في مكان يستفاد منها الكثير في حين ووقت معين وتلعب الصلاحية هنا دور مهم في غلاء تلك السلعة من عدمه وليس بالضرورة تكون أشياء ملموسة غالباً بل يعتبر العرض والطلب مبدأ من مبادئ دفع الأجر المسبق نظراً للخدمات التي سوف تقدم بالمقابل .
في رحب الأسواق المتنامية لكافة السلع الحسية منها والمعنوية يكاد كل شيء معروض للبيع فمثلما كانت أسواق النخاسة في السابق يباع بها العبيد المغلوب على أمرهم تطورت هذه الأسواق كثيراً وأصبح المعروض خادم جيد مثقف يجيد التلاعب بالأشياء من خلال فكرة الممزوج بالخبث والمراوغة التي تجعل منه مشروع لدفع الأجر المسبق ويحدد السعر الزمان والمكان و الإمكانية والنوع الخدمات التي سوف يؤديها بل والطريقة التي يمكن أن يوظف بها عبقريته المشئومة التي جعلها سلعة في سوف الدفع والمقابل .
الطريق المباشر لدفع الثمن غالباً ما يكون أوضح وأكثر دراية بل وطريقة التعامل تكون في وضح النهار وبمكان عام وتحت أنظار الناس في الشارع أو السوق ومكان العرض وتحسب لتلك الخدمات حساب في الضد والمعاكس منها حيث يمكن لشركة ما أن تصنع منتج وتروج له بدعاية إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مشاهدة وتستأجر من ينافسها في المنتج يكون أقل جوده فيقع المستهلك بين خيارين حددهما نفس المتاجر بها .
وهذا كله بمقابل يدفع مسبقاً حيث تكون الثقة هنا بأقل رصيد لها بين المتداولين لتلك الخدمات ولا يربط بينها سوى القبض المسبق أو مدفوع الأجر ومن حدد تلك المعايير هم أنفسهم الذين يضعون إمكانياتهم في مجال الشك ودائرة التخمين حيث لا يمكن أن نرى بمصنع الخمور رجل ذو وقار وحكمة ولا يمكن أن ننظر إلى شيخ زاهد بأنه تاجر يجمع هموم الدنيا وهكذا تفسر الأمور التي يكون لنا البائن المختلف عما حوله يميز ويوزن بمعيار الخبرة بالشيء والدراية .
دفع الأجر يجعلنا نتساءل لماذا هو مسبق الدفع فالعادة التي جرت بين الناس هي أن تؤدي خدمة وتقبض بمقابلها قبل أن يجف عرقك أما قبل رؤية العرق و جاهزية العمل يعطى الأجير ثمن عمله فهذا هو الذي جعل منها مرمى لحجارة الشك فالصلب منها لا يتأثر من الحجر أما الهش المهمش فهو الذي جعل طريق التخمين والتساؤل مطروح بقوة الزمان والمكان والإمكانية .
فحسب الأشياء أن يكون لها ثمن وقدرها أن لكل شيء معروض ثمن فالنجعل خدماتنا غالية الثمن بحسب ما يمليه علينا التقدير والإتقان والتعبير بأشياء ثمينة كسائغ الذهب ربما يصك مئة سبيكة بنفس القالب ويبقى الثمن موحد وعندما يغير الشكل في الصك يكون الثمن مغاير للشكل الأول لكن من حدد تلك الإثمان هو الوقت والجهد المستغرق في صنع القالب والإبداع في الشكل الجديد .
عندما نقبل بأن يدفع لنا أجر مسبق يجب أن نقدر الأمور كثيراً و علينا أن لا نفقد طريق الصواب في ظل الضوضاء التي صنعها المتاجرون الذين يسعون لدفعنا بالقبول بأن تكون مهامنا مسبقة الدفع بل يجب أن نحجم من إمكانياتنا ونوفر طاقاتنا لكي نستخدمها بالمكان والزمان الذي نحن نريده لا أن يكون قد أفهم علناً وجوابنا السمع والطاعة دون القناعة .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون أسعد أن أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق