الاثنين، 18 يوليو 2011

الخيار الثالث

الخيار الثالث
لم تكن هناك قوة تستطيع بكل وقت التحكم بالخيارات المتاحة أو المعقولة في وقت معين لتقديم أفضل النتائج المرجوة من تعددها والانتقاء بين المناسب لحالة معينة فريدة أن كانت أو متوفرة لاستعمالات كثيرة والخيار المتاح في وقت لا يكون كذلك بوقت غيره لعدم توافر الشخوص الأدوات الممكنة منها أو المستحيل بينها .
فعندما تنحصر الخيارات إلى خيارين لا ثالث لهما فيجب البحث عن المسببات التي جعلتنا نحصرها و ننتقي هذين الاثنين بدون التفكير بالنتائج الايجابية أو السلبية في حين أننا وفرنا من الجهد لتنفيذها بل وحصر الإمكانيات كلها بخيارين ومحاولة أنجاح أي واحد منها مهما كلف ذلك من ثمن بل و يكون الإقناع هنا متشعب ومتعدد الاتجاهات لكي نقنع أنفسنا أولا ثم نحاول أقناع الجموع بعد ذلك وأن أستقر الركون لخيار معين سوف نعيد رجلة الإقناع بكل تفاصيل الشد والجذب وتغيير الفكرة الأساسية المنطوية تحت خيار محدد .
و لا يمكن نعت الخيارين بالفشل في كل حالات استخدامها زلن نستطيع أن نقول عنها أنها ناجحة بنسبة كبيرة لان هذا الحصر له ظروف تخدم عملية النجاح والفشل وتتغير بلحظات ويتحول الربح فيها إلى خسارة كبيرة نظرا للمعطيات المؤدية إلى طريق حددناه مسبقاً و الرجوع عن الخيارين ليس ممكنا بكل الظروف أيضا ويعتبر في كثير من الأحيان انتحار لقناعة الحصر والمضي في التطبيق .
أن استبعاد الخيار الثالث مكلفاً جداً في كافة نواحي نمو الاختيار وطريقة تطبيقه الممكنة بحيث يصعب التخلي عنه جذرياً ويجب جعله مركون لبعض الوقت حتى تتبلور حقيقة المضي بالتطبيق و الجدية والحزم ربما يكون قاعدة أساسية للخيار الثالث بدلاً من رمية نهائياً وعدم الأخذ به .
فمن حزم حقائبه للسفر إلى مكان ما يستطيع أن يغير رأيه عند تعثر رحلة الطيران أو هناك شيء أستجد في اللحظات الأخيرة ويمكن أن لا تنطبق الكثير من الأشياء على رحلة سفر يمكن تأجيلها لكنها مقياس للتمعن في الطرح والتفكير في الثمن المدفوع بنتيجة حصريه نحن من جعلها كذلك أذاً يمكن أن نكون نحن المحولون للخيارات وجاعلون منها ثلاثة بدل خيارين لا ثالث لهما .
المدافع عن الحصرية دائما يكون شجاع لأنه حدد وجهته من نقطة البداية التي يمكن إن لا يكون له الخيار في الانطلاق إلى نقطة النهاية التي ليس بالضرورة أنها تستمر بكل تفاصيلها بما خطط له وحدد مصيره والشجاع هنا من يغير العبور إلى هدف معين بوقت مناسب وخاصة إن تكون هناك درس قد استفاد منه الكثيرون وربما يجيش كم كبير لخياراته بعد أن يروا منه شجاعة الالتفات إلى خيار ثالث يستميل بها من وقع في اللون الرمادي .
تقدير ذلك الخيار تكون في الشجاعة الممكنة في اختيار الوقت المناسب لاتخاذه والطريقة المناسبة للعودة إلى السابق وحفظ خط الرجعة واضع بالحسبان موازين كثيرة ودقيقة من العدد إلى العدة مروراً بالمشاهد التي سوف تعلق في أذهان الأطفال والنساء الذين يريدون السلامة للخاص والعام من المثل الأعلى الذي ينتظرون دخوله المنزل يحمل قطعة حلوى تفرحهم بعودته .
سعيد جدا بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع


الاثنين، 11 يوليو 2011

أخر أيامك يالوز

أخر أيامك يا لوز
أن عطاء الأرض بالنسبة للإنسان لا يمكن قياسه بفترة زمنية معينة حيث أرتبط بتلك الأرض منذ هبوطه الأول عليها حيث كانت لثمار معينة خاصية تميزها عن قريناتها من الثمار الأخرى ولك صنف طعم خاص مذاق بل وحجم ينفرد به دون غيره وعند تدخلنا بتلك المعطيات البديهية سوف نجد أننا وضعنا كل نوع منها في بوتقة تختلف اختلاف جذري عن صنف أخر وامتدت طموحاتنا إلى تلك الثمار لكي نفصل العائلة الواحدة ونفتتها عن محيطها وصنفنا الثمار إلى أصناف منها موسمي ومنها سنوي بل وجعلناها بدوائر ضيقة محصورة بها لا يمكن تجاوزها رغم التقاءها الطبيعي في مرحلة الطريق إلى البطون لان القمح يلتقي بأغلب الأصناف بل ويتشارك معه لتقديم طبق معين دون غيره وهذا لا ينطبق على التمور على سبيل المثال رغم مذاقه الحلو .
في تجزيء المفردات وضعنا أسماء كثيرة لا حصر لها لتلك الثمار بل وجعلنا لها أكثر من عائلة وهي عوائل مشهورة جدا لدى الجميع سواء المزارع العادي أو التجار وفي الطريق الطويل أن المستهلك يعرف تلك العوائل جيدا ويختار ما يناسبه لطبق اليوم الذي حددت خيارته من قبل الخضروات والفواكه والحبوب والزراعات الانتاجيه مثل القطن والقصب الذي يستعمل للصناعة وغيرها من الغابات الغير مثمرة الحراجية الشكل التي نستفيد من أخشابها فهذه كلها عوائل منفصلة في المضمون والاستخدام مرتبطة بالنشوء والزراعة حيث عندما يكون الأمر عاماً سوف نقول عنها أنها مزروعات سواء طبيعية أو كان احتياجها لتدخل الإنسان المباشر .
نتفق كثيراً  أن تناولنا صنف معين من أحد العوائل أنفة الذكر في الحديث عنها ومدى الفوائد المرجوة منها منذ زراعتها إلى قطافها وفي طريقها إلى الأسواق ثم ذهابها مغلفة في أكياس إلى البيت وبعد ذلك يأتي فن الترتيب والتصنيف من جديد حيث عندما نجلب البطاطا إلى البيت لهدف ليس بالضرورة التقيد به بل يمكن أن يصنع منه أكثر من مئة طبق مختلف فقط عليك الاختيار ما تشتهي وما يتوفر في مطبخك من إمكانيات لتحويلها إلى طبق معين ربما يشترك فيه أكثر من صنف وهذا نسميه الالتقاء الضروري لغرض محدود مسبق التفكير به بل أجتاز مرحلة التجارب وحاز على رضى وسد جوع الفقير لحاجته لتلك المادة من هذه العائلة ليس بالضرورة أن يفعل الفقير نفس الشيء بنفس الصنف أيضا لان حاجته تقتضي هذا الطبق دون غيره وربما لا يكون طبق بل مقبلات وحينها ندخل في دوامة الحاجة والكماليات التي نحن بغنى عنها الآن لأننا نبحث عن الأساسيات التي أجبرتنا على التكيف مع تلك العوائل المترابطة المنفصلة .
لعلنا نتناول صنف أخر من هذه العوائل وهي صنف الفواكه ليس بعيد عن المقبلات بل وربما أجبرنا نوع معين  على التعايش معه لفترة محدودة لا تتعدى العشرة أيام وهو اللوز حيث يسمى في بلادنا العجوة حيث يكون طري يؤكل دون نزع البذر عنه بل ويرش علية قليل من الملح ليضيف إلى طعمه الحامض نكهة فريدة مميزة لا يختص بها سوى اللوز و لفترته المحدودة فأن الباعة يحضرون له حناجرهم لكي ينادون ويتغنون في الأسواق ملفتين النظر إلى أن هناك فرصة يجب اغتنامها وهي التمتع بطعم اللوز الحامض المالح وأن لا تفوت تلك المناسبة دون التذوق من هذا الموسم السريع الذي يكاد يكون الأقصر بعد موسم الفطر .
ويتغنى الباعة في الخضروات وينشئون المواويل والأغاني السريعة الملفتة للنظر في أسواق الخضروات والفواكه على حد سواء ولن تكون هذه الصيحات حصريه أو حكرا على غيرهم ولن يحتفظون بحقوق التأليف والنشر ومن تلك الصيحات على سبيل الطرافة ( أصابع الببو يا خيار ) كناية بأصابع الأطفال الصغيرة التي يشبهون الخيار بها ( حمرة وريانة يا بندوره ) بمعنى أنها كبيرة تسقى من مياه طبيعية تجعلها مليئة بالعصير لكي تتعد استخداماتها ( أخر أيامك يا لوز ) كناية بعمر اللوز القصير متناسين أن اللوز عندما ينتهي موسمه وهو معلق في الأشجار سوي يستمر بالنمو إلى أن يصبح قاسيا يستفاد من في الكثير من المكسرات التي تعتبر من الكماليات الغير ضرورية لكن موسم قطافه السريع جعلها تنفذ من قطفها إلى أن تحولت إلى عائلة جديدة وهي المكسرات وربما يستمر هذا اللوز إلى أن يذهب إلى المعاصر لكي يستخرج منه زيت اللوز الشهير المنقي للبشرة .
سعيد جدا بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

السبت، 9 يوليو 2011

شرف الانتحار

شرف الانتحار
الانتحار محرم شرعاً ومكروه في كافة الأعراف الإنسانية لأسباب كثيرة لا أجيد تفسيرها والبت فيها ولعل الاعتداء على النفس مرفوض لان حاملها يستطيع التمكن منها في أي لحظة وفي كل وقت والذي ليس له أمان على نفسه لا يؤمن على غيرها .
عندما يكون الانتحار شرفا يتخذ العظماء من القادة تنفيذه عندما يستنكرون الوقوع بين يدي الأعداء لما سوف يتعرضون له من مهانة ومذله كبيره بسبب الحرب القائمة بينهما و الإعدام أو القتل سوف يكون مصيره سواء بمحاكمة عادله أو محاكمة ميدانية في ساحة القتال لذلك قد يلجئ من جن بجنون العظمة إلى ذلك الفعل عندما يرى استحالة الصمود أو العثور على مخرج .
بيدي لا بيد عمر مقولة لامرأة خشيت قتلها فتجرعت السم من خاتمها هي الملكة الزباء ملكة شمال الجزيرة في العراق خوفا من عمر بن عدي الذي أوشك الفتك بها انتقام لخاله جديمة أبن الابرش فضرب أروع الأمثلة في شجاعة تلك الملكة لأنها فضلت تفويت الفرصة على عمر والتفاخر بأنه أخذ بثأر خاله وكانت قدوة لكثير من الناس وعند أي ضائقة يلجئون إلى تلك المقولة لفضاً وتطبيقاً .
وفي التاريخ الحديث عرف بعض القادة الذين يشهد لهم بالحجة والإقناع والتفاخر بل وبالحروب والدهاء بها والمكر الذي أجادوه كثيراً مستخدمين الانتصارات داعمة قوية لدعايتهم القوية في تخويف الأعداء قبل وقوع الحرب فقد كان للقائد الألماني هتلر تلك السطوة حيث كانت كافة المقومات النفسية والتقنية تخدم إطماع ذلك الرجل وأجتاح بذلك معظم أوربا فقد كان الكل يخدم القائد من المزارع البسيط إلى عالم الصناعة الحربية وكانت تطير الطائرات من المصانع إلى سماء المعركة بدون تجربة نظراً لحاجتها وعدم توفر الوقت والثقة المفعمة بالصناعة الألمانية العبقرية بذلك العصر .
لم تمنع كل تكل الأسباب والمقومات جيشه الجرار متعدد الانتصارات مرعب الأعداء من هزيمته بخطأ أعُتبر في حينه تخطيطي بحت من المنشأ حيث كان في الزمان والمكان الخطأ فوقع ذلك القائد في فخ يصعب الخروج منه إلا بتنفيذ العقوبة بنفسه والانتحار بدل من الإذلال والتنكيل الذي سوف يلاقيه من أعدائه والحسرة من أتباعه وعدم المقدرة على شرح كل الظروف المحيطة بالهزيمة في حينها .
هذا اليوم يوم أسود بكل معطيات الغبن والخذلان لجزء كبير من ألامه العربية فقد أنفصل الجنوب رسمياً مجبراً أخاك لا بطل محاط بكافة أنواع التسلط والتفرد بالقرار على مدى عقود وكانت نتيجة تفكير ذلك القائد الملهم جني الويلات على شعبة سواء كان في الحرب أو الانفصال حيث كانت جمهورية السودان مخزون استراتيجي لكل أبناء ألامه فهي توصف بسلة الغذاء العربية وكنا في السابق نخذل أبناء ذلك الشعب عند المتاجرة بهم وألان نراهم ورثوا المتاجرة منا وتاجروا بأنفسهم وانفصلوا تحت نير الخذلان العربي الكبير بالتفتت والانحلال القومي الرهيب .
أذا كم قائد في عصرنا الحالي يجب أن ينال  شرف الانتحار لما جناه من ويلات وتنكيل على من يتبعه وحروب تخدم كرسيه و غروره وتخدم أقربائه لا أبناء شعبة و لا ننسى وضع المقارنة بين الزباء و هتلر وحالهم حيث كان للسابقين شرف الخجل والتفكير بالمستقبل و تفويت الفرصة على الأعداء حتى في القتل وعدم التشفي بهم والتبجح من شريعة قصاص المنتصر .
فهل يكون لنا قادة ينالون شرف الحياة والممات بأبشع صور الخذلان لقطعان المنقسمين بين الطائفية والعنصرية في مجتمع تم تجزيئه لخدمة قائدهم وليس الصناعة والمضي في الانتصارات الكبيرة والمصانع المنتجة لكافة وقود الحرب لم ننال هذه الأشياء بل النقيض حيث كنا نحن وقود حروب الكرسي من تجويع وتنكيل وتخلف وأمراض حيث تمت صناعتنا لقدر أن يكون هؤلاء قادتنا لان شعب مبهم يستحق قائد يتمتع بفكر البهائم .
سعيد جدا بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

كتبت هذا المقال بمناسبة الاحتفال بأنفصال جنوب السودان بتاريخ 9/7/2011م

التجارة شطارهـ

التجارة شطارة
كانت التجارة على مدى التاريخ مصدر رزق جيد وبداية للثراء لكثيرون من أبناء الشعوب سواء كانوا في العصور المتقدمة أو العصور الحجرية القديمة وتنوعت تلك التجارة بكافة أصناف البضائع المتداولة بين الناس وكلاً حسب مهاراته التجارية ولا يستثنى منها إمكانياته في التعامل بصنف معين وتجارة محدودة ونجد من يعدد مصادر تجارته ويضع بيضة في أكثر من سله حذراً من تقلبات سوق معين بتاريخ معين .
تخضع التجارة لبنود وعقود وعهود كثيرة لا يمكن المضي بعيداً عند الإخلال بأي مبدأ من مبادئها لكي لا تصبح تجارة عرجاء ما أن تنهض من كبوة حتى تقع في كبوة أخرى وتكون الحفرة هنا أعمق وأكثر صعوبة في النجاة من تأثيراتها السلبية سواء آنية أو المؤجلة منها بحيث يلعب عنصر الشطارة هنا دور كبير في النهوض والاستمرار من عدمه و التعدد هنا يكون له تأثير مناسب لسد كبوة يقع بها المتاجر لسوء حساب كان ذلك أو لظرف خارج عن الحسابات .
الزمن قد يخدم جيل معين في تجارة بعينها دون جيل أخر فمثلا تجارة الكمبيوترات لم تكن على ذلك النحو في جيل الأجداد ولم يسمعوا بها وكذلك السيارات وكانت تحل محلها تجارة الخيول والحرير ربما أكثر نقاء لكنها ليس أكثر ربحاً ورواجاً ولم تكن لأجدادنا شطارة تذكر لتسويق تجارتهم ولم تكن هناك أسواق متعددة لفعل ما نفعله بل ولم تكن هناك أوراق ثبوتيه للمادة المتاجر بها كما عندنا لكن كانت لهم كلمة التي فقدت في زمننا هذا وكانت لهم سمعة طيبة محافظون عليها مقابل الربح القليل في الصدق تسد حاجاتهم القليلة التي اعتادوا عليها نظراً لقناعتهم وصدقهم وعفويتهم .
التجارة بعينها عمل مشروع شريف يدر الكثير من الربح فقط عليك أمساك الخيط الذي يؤدي بك إلى الطريق الصحيح منها وحينئذ تنال الرضا عن نفسك بل تنشى جيل تجاري من بعدك يكون له حظوة من تفكيرك وبدايتك الحقيقية ويصبح السوق ملعب كبير تدور بفلكه أنت وهذا الجيل واضعاً نصب عينيك أنك سوف تورث مهنة لا تحتاج في كثير من مجالاتها إلى شهادات بل إلى فطنة كياسة وصدق في الهدف و مشروعية المبدأ لأجيال بعدك مدرك أن لك نهاية لا بد من الاقتناع بها .
التجارة الغير مشروعة كثيرة ومتوفرة في كل زمان ومكان بنسب متفاوتة وتكاد لا تخلوا أسواق العالم من تلك التجارة من أسواق الذهب إلى مكان بيع القش فكلها مجالات للنقيض وهناك من يركب موجة بعينها ويعيش في كبد الحياة في ذلك المسلك بطيء الربح سيء الصيت مشغل التفكير بما يكون عليه الغد من حيلة جديدة بربح جديد مؤجل التزام اليوم إلى ضنك القادم من الأيام وهذه تجارة غير محمودة المنشئ والعواقب بل لا نحصل على شيء منها نورثه لأجيالنا القادمة سوا الخسران والمبدأ الغير سوي .
في ظل المتاجرات المتوفر أي طريق نريد أن نسلك بل أي نوع سوف نختار واضعين بحسابنا الشخصي النوع و الإمكانية والهدف والسبب كلها مجتمعه تعطينا جواب مقنع لوضع كنا نريد منه أن نصبح تجار يشار لهم بالبنان فالسؤال الكبير الذي يدور بمخيلتنا أي التجارة تربح بزمننا هذا وأي نوع نتاجر به في ظل الظروف الراهنة متناسين قيم ومبادئ التجارة التي توارثناها من أجدادنا في القناعة والتواضع والصدق .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

مدفوعة الاجر

مدفوعة الآجر
ربما يكون المتعارف علية في شريعة الثمن المعطى في مقابل الأشياء يكون بعد ملكة والتبعية المتحولة له من المالك الأول بكثير من نواحي العمل والتشغيل سواء كان العمل المنجز فردي أو جماعي وربما يكون سلعة معروضة في مكان يستفاد منها الكثير في حين ووقت معين وتلعب الصلاحية هنا دور مهم في غلاء تلك السلعة من عدمه وليس بالضرورة تكون أشياء ملموسة غالباً بل يعتبر العرض والطلب مبدأ من مبادئ دفع الأجر المسبق نظراً للخدمات التي سوف تقدم بالمقابل .
في رحب الأسواق المتنامية لكافة السلع الحسية منها والمعنوية يكاد كل شيء معروض للبيع فمثلما كانت أسواق النخاسة في السابق يباع بها العبيد المغلوب على أمرهم تطورت هذه الأسواق كثيراً وأصبح المعروض خادم جيد مثقف يجيد التلاعب بالأشياء من خلال فكرة الممزوج بالخبث والمراوغة التي تجعل منه مشروع لدفع الأجر المسبق ويحدد السعر الزمان والمكان و الإمكانية والنوع الخدمات التي سوف يؤديها بل والطريقة التي يمكن أن يوظف بها عبقريته المشئومة التي جعلها سلعة في سوف الدفع والمقابل .
الطريق المباشر لدفع الثمن غالباً ما يكون أوضح وأكثر دراية بل وطريقة التعامل تكون في وضح النهار وبمكان عام وتحت أنظار الناس في الشارع أو السوق ومكان العرض وتحسب لتلك الخدمات حساب في الضد والمعاكس منها حيث يمكن لشركة ما أن تصنع منتج وتروج له بدعاية إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مشاهدة وتستأجر من ينافسها في المنتج يكون أقل جوده فيقع المستهلك بين خيارين حددهما نفس المتاجر بها .
وهذا كله بمقابل يدفع مسبقاً حيث تكون الثقة هنا بأقل رصيد لها بين المتداولين لتلك الخدمات ولا يربط بينها سوى القبض المسبق أو مدفوع الأجر ومن حدد تلك المعايير هم أنفسهم الذين يضعون إمكانياتهم في مجال الشك ودائرة التخمين حيث لا يمكن أن نرى بمصنع الخمور رجل ذو وقار وحكمة ولا يمكن أن ننظر إلى شيخ زاهد بأنه تاجر يجمع هموم الدنيا وهكذا تفسر الأمور التي يكون لنا البائن المختلف عما حوله يميز ويوزن بمعيار الخبرة بالشيء والدراية .
دفع الأجر يجعلنا نتساءل لماذا هو مسبق الدفع فالعادة التي جرت بين الناس هي أن تؤدي خدمة وتقبض بمقابلها قبل أن يجف عرقك أما قبل رؤية العرق و جاهزية العمل يعطى الأجير ثمن عمله فهذا هو الذي جعل منها مرمى لحجارة الشك فالصلب منها لا يتأثر من الحجر أما الهش المهمش فهو الذي جعل طريق التخمين والتساؤل مطروح بقوة الزمان والمكان والإمكانية .
فحسب الأشياء أن يكون لها ثمن وقدرها أن لكل شيء معروض ثمن فالنجعل خدماتنا غالية الثمن بحسب ما يمليه علينا التقدير والإتقان والتعبير بأشياء ثمينة كسائغ الذهب ربما يصك مئة سبيكة بنفس القالب ويبقى الثمن موحد وعندما يغير الشكل في الصك يكون الثمن مغاير للشكل الأول لكن من حدد تلك الإثمان هو الوقت والجهد المستغرق في صنع القالب والإبداع في الشكل الجديد .
عندما نقبل بأن يدفع لنا أجر مسبق يجب أن نقدر الأمور كثيراً و علينا أن لا نفقد طريق الصواب في ظل الضوضاء التي صنعها المتاجرون الذين يسعون لدفعنا بالقبول بأن تكون مهامنا مسبقة الدفع بل يجب أن نحجم من إمكانياتنا ونوفر طاقاتنا لكي نستخدمها بالمكان والزمان الذي نحن نريده لا أن يكون قد أفهم علناً وجوابنا السمع والطاعة دون القناعة .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون أسعد أن أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

الخميس، 30 يونيو 2011

البحث عن الصفاء

البحث عن الصفاء
ليس الباحث عن الصفاء دائما على صواب أو أتخذ القرار الذي يجب عليه أن يكون وليس العكس صحيح لكن لكل رؤيته في تلك الحالات المبدئية التي تناسب مقاس حالته الاجتماعية البسيطة أو العمق المبيت الأزلي الذي يعيش فيه بين جنبات الحياة بكل مميزاتها الحقيقة أو المرسومة مسبقاً ويكون فيها التدخل الخارجي حسب المساحة الفارغة من تفكيره أو ما سمح به صاحب هذا الفراغ النفسي المستكين إلى حالة القوقعة المبنية على حالته الاجتماعية بكل مورثاتها وعمقها .
بعد المطر تشرق الشمس وتخرج الفراشات لكي تطير فوق العشب المبلل الذي أختلط برائحة الأرض قبل الغروب والدخول في ليل طويل ربما تزول أثار المطر ويمكن أن يزيد المطر وفي تلك الحالتين فأنها سوف تؤثر على المنظر الكبير عند خروج تلك الفراشات فأن الثعالب تتكيف مع الجو في الغالب وربما تلعب معها وهي تعلم أنها لا يمكن أن تصطاد منها شيء وأن حصل فأنه لا يغني عن وجبتها الدسمة من طير قد نفق هنا أو هناك من العاصفة وهي ما تأمل أن تحصل علية وربما يصادف طريق ذلك الثعلب حشرة الخنفساء المفضلة لدية لأنها مقرمشه وفيها شيء قليل من المطلوب حيث لو حصل على المزيد منها فأنه قد يتخلى عن أحلامه بالعثور على طائر جريح أو نافق وربما مسروق يتقاسمه مع ثعلب أخر قام بالمهمة فالصفاء هنا لم يحل كافة مشاكل الثعالب .
وعند الذهاب إلى رحلة في البحار والأنهار الجارية نجد مثل تلك الحالة مختلفة بعض الشيء لكنها تتوافق بالمضمون فعند مصبات الأنهار نجد أن نوع معين من الأسماك قد أستوطن هنا حيث المياه العكرة المختلطة في الكثير من الطين ومخلفات الانجراف و تكون الرؤية هنا معدومة لكنها اعتادت الحالة العكرة فتقع فريستها أشياء كثيرة من الضفادع الصغيرة أو الأسماك النهرية الطرية ففي العودة إلى حالتها وتصنيفها لن تجد لها تسمية معينة لأننا لو أطلقنا عليها أنها أسماك بحرية نكون مخطئين كيف يكون ذلك وغذائها من مخلفات الأنهار وعندما نقول أنها أسماك نهرية نكون أيضا على غير الصواب كيف يكون ذلك وهي لم تعيش في النهر بل أنها تأكل أبناء الأسماك النهرية .
أذا في المجمل الصفاء ليس تلك الحالة المثالية للحياة لبعض الكائنات الحية أو التي تعتبر حالها كذلك والتي تريد عبور رحلة الحياة بسلام مورثة البحث عن بيئة أفضل لجيل أخر وفي المقابل ليس البحث عن الكدر هو الحل الأكثر طمأنينة وجالب للسعادة في ظل عدم الرؤية المفروضة عليها وتحت تأثير أنجرافات تأتي من مكان بعيد والحياة تحت تأثير تلك الحالة يتطلب الكسب بأكثر طاقة ممكنه وبفترة محددة لا يعلم أحد مداها وما تحمل من أشياء يمكن الاعتماد عليها .
سعيد جداً بقراءتك مقالي وأكون سعيداً لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

الخميس، 20 يناير 2011

المش المنضب

المش المنضب
للشعوب عادات وتقاليد تكاد ترتبط بهم بشكل وثيق لا يمكن تجزيئه من لباس وتقاليد الزواج الخاصة بهم والعادات اليومية مثل الطعام والمسكن فنرى منهم من أتخذ من الجبال بيوت ينحتون فيها مغارات ويسكنون بها  بدل عذاب نقل الحجر وبنائه والتفكير بالمستقبل لما يتعرض له من تقلبات في الطقس من أمطار وأعاصير وهذه من مخلفات عقل الإنسان المدبر للأمر المستقبلي ليس شرطاً حدوثه بل هو توقع  بواقع المعقول . فنرى الدول تعد جيوشاً قوية تكلفها ميزانية ضخمة على مدى عصور وعقود فلم نسمع بذلك الجيش قد خاض حرباً واحده فهذا لا ينقص ذلك الجيش الهيبة وحسن التدبير بل يبث فيه روح التحدي و الإصرار على ما هو مقبل من تقلبات كثير تهدد وطنهم ومستقبلهم كما فعل إنسان الكهوف بالتفكير بالمستقبل وتضع الدول أكبر المفكرين لكي يقدمون المشورة للقائد لكي يتخذ التدابير والخطط المستقبلية لدرء أي تهديد قد يحدث بالمستقبل المنظور وقد لا يحدث فقط هو التخمين وتطورات الأحداث القريبة منها والبعيدة ولا يغفل أحد عن التهديد وأنواعه الكثيرة سواء كان خارجي هنا تكون التحدي مهما كان كبره سو يكون الشعب في صف القائد كتلة واحده يدافعون عن حصنهم المنيع .
فهذا كله يندرج تحت عادات الشعوب بالتدبر للمستقبل وليس بعيد عن العادات نجد التخزين للطعام من الوقت الموسمي الفائض إلى وقت الجفاف يأخذ حيز كبير من تلك الهموم المعيشية للفرد أو للدولة ككل ولنا مثال كبير بقصة سيدنا يوسف علية السلام عندما زرعوا سبع سنين للقادمة العجاف وكما يفعل النمل بالتخزين من الحبوب في وقت المواسم لكي تكفيه أيام الشتاء الطويلة وتكون له مئونة تخزينية فطرية .
 في عصرنا الحالي فقد اقتربت المسافات بين مواقع الإنتاج وأسواق الاستهلاك بل أن التطور جعل الزراعة بغير وقتها لما تكفي حاجة الأسواق من منتجات زراعية فهذه ليس مقياس على ما نقصد هنا بل نحن نركز على التخزين قبل ذلك العصر ومن تلك العادات للشعوب مثلا المصريين القدامى يخزنون الجبن بطريقة ما يدفنوه بالتراب لمدة هم يعرفونها ثم يخرجونه بوقت الحاجة إلية لتناوله في و الوجبات اليومية ما دعاهم إلى ذلك هي الحاجة إلية يعتبر مخزوناً للأسرة لوقت لا يكون فيه متوفر مثل ذلك النوع من الطعام والمصريون ليس استثناء بل حتى بلاد الشام تخزن مثل تلك الاجبان وبطريقة مختلفة يسمونها الشنكليش ولنفس الغرض ولو بحثنا في الصين أعتقد أننا سوف نجد نفسها بطريقة مختلفة تماماً وكذلك بين كل شعوب العالم لكل طريقته التخزينية فالبلاد التي ترعى الأبقار والأغنام تجدها تخزن ما تنتجه تلك الحيوانات فالبدو مثلا يخزنون ألاقط وغيرها من المشتقات الحيوانية وحتى يصل بهم الأمر إلى تخزين اللحوم مثلهم مثل الشعوب التي تقع على شواطئ البحار فهم يجفون الأسماك أيضا هذه عادات الشعوب في التخزين تحسباً لأي طارئ متوقع الحدوث أو صعب الحدوث ناهيك عن تخزين الذهب والنقود والمسوغات الغالية التي قد يحتاجون إليها بوقت ما فتكون خزينة وزينة لهم . وما تصنعه الشعوب الآن بوقتنا الحاضر من تخزين لمواد غالية الثمن ومكلفة الإنتاج يجعلنا نفكر لماذا هم يفعلون ذلك وهل اختلفت عاداتهم وتقاليدهم أم أختلف تفكيرهم أم أنهم يرون المستقبل من زاوية لا نراها نحن ونبقى متمسكين بعاداتنا التخزينية بل وكل الأفكار القديمة التي تجعلنا متفرجين غير مؤثرين على ما يحدث حولنا وغير مدركين للخطر الذي أدركته الشعوب قبلنا فنرى مسرح الإحداث متسارع لا نقوى على إلحاق بة أو العمل مثل ما يعملون من تخزين قد يحتاجونه قريباً وقد لا يكون ذلك .
سعيد جدا بقراءتك مقالي
أرجوا إن ينال إعجابكم تحياتي للجميع