المش المنضب
للشعوب عادات وتقاليد تكاد ترتبط بهم بشكل وثيق لا يمكن تجزيئه من لباس وتقاليد الزواج الخاصة بهم والعادات اليومية مثل الطعام والمسكن فنرى منهم من أتخذ من الجبال بيوت ينحتون فيها مغارات ويسكنون بها بدل عذاب نقل الحجر وبنائه والتفكير بالمستقبل لما يتعرض له من تقلبات في الطقس من أمطار وأعاصير وهذه من مخلفات عقل الإنسان المدبر للأمر المستقبلي ليس شرطاً حدوثه بل هو توقع بواقع المعقول . فنرى الدول تعد جيوشاً قوية تكلفها ميزانية ضخمة على مدى عصور وعقود فلم نسمع بذلك الجيش قد خاض حرباً واحده فهذا لا ينقص ذلك الجيش الهيبة وحسن التدبير بل يبث فيه روح التحدي و الإصرار على ما هو مقبل من تقلبات كثير تهدد وطنهم ومستقبلهم كما فعل إنسان الكهوف بالتفكير بالمستقبل وتضع الدول أكبر المفكرين لكي يقدمون المشورة للقائد لكي يتخذ التدابير والخطط المستقبلية لدرء أي تهديد قد يحدث بالمستقبل المنظور وقد لا يحدث فقط هو التخمين وتطورات الأحداث القريبة منها والبعيدة ولا يغفل أحد عن التهديد وأنواعه الكثيرة سواء كان خارجي هنا تكون التحدي مهما كان كبره سو يكون الشعب في صف القائد كتلة واحده يدافعون عن حصنهم المنيع .
فهذا كله يندرج تحت عادات الشعوب بالتدبر للمستقبل وليس بعيد عن العادات نجد التخزين للطعام من الوقت الموسمي الفائض إلى وقت الجفاف يأخذ حيز كبير من تلك الهموم المعيشية للفرد أو للدولة ككل ولنا مثال كبير بقصة سيدنا يوسف علية السلام عندما زرعوا سبع سنين للقادمة العجاف وكما يفعل النمل بالتخزين من الحبوب في وقت المواسم لكي تكفيه أيام الشتاء الطويلة وتكون له مئونة تخزينية فطرية .
في عصرنا الحالي فقد اقتربت المسافات بين مواقع الإنتاج وأسواق الاستهلاك بل أن التطور جعل الزراعة بغير وقتها لما تكفي حاجة الأسواق من منتجات زراعية فهذه ليس مقياس على ما نقصد هنا بل نحن نركز على التخزين قبل ذلك العصر ومن تلك العادات للشعوب مثلا المصريين القدامى يخزنون الجبن بطريقة ما يدفنوه بالتراب لمدة هم يعرفونها ثم يخرجونه بوقت الحاجة إلية لتناوله في و الوجبات اليومية ما دعاهم إلى ذلك هي الحاجة إلية يعتبر مخزوناً للأسرة لوقت لا يكون فيه متوفر مثل ذلك النوع من الطعام والمصريون ليس استثناء بل حتى بلاد الشام تخزن مثل تلك الاجبان وبطريقة مختلفة يسمونها الشنكليش ولنفس الغرض ولو بحثنا في الصين أعتقد أننا سوف نجد نفسها بطريقة مختلفة تماماً وكذلك بين كل شعوب العالم لكل طريقته التخزينية فالبلاد التي ترعى الأبقار والأغنام تجدها تخزن ما تنتجه تلك الحيوانات فالبدو مثلا يخزنون ألاقط وغيرها من المشتقات الحيوانية وحتى يصل بهم الأمر إلى تخزين اللحوم مثلهم مثل الشعوب التي تقع على شواطئ البحار فهم يجفون الأسماك أيضا هذه عادات الشعوب في التخزين تحسباً لأي طارئ متوقع الحدوث أو صعب الحدوث ناهيك عن تخزين الذهب والنقود والمسوغات الغالية التي قد يحتاجون إليها بوقت ما فتكون خزينة وزينة لهم . وما تصنعه الشعوب الآن بوقتنا الحاضر من تخزين لمواد غالية الثمن ومكلفة الإنتاج يجعلنا نفكر لماذا هم يفعلون ذلك وهل اختلفت عاداتهم وتقاليدهم أم أختلف تفكيرهم أم أنهم يرون المستقبل من زاوية لا نراها نحن ونبقى متمسكين بعاداتنا التخزينية بل وكل الأفكار القديمة التي تجعلنا متفرجين غير مؤثرين على ما يحدث حولنا وغير مدركين للخطر الذي أدركته الشعوب قبلنا فنرى مسرح الإحداث متسارع لا نقوى على إلحاق بة أو العمل مثل ما يعملون من تخزين قد يحتاجونه قريباً وقد لا يكون ذلك .
سعيد جدا بقراءتك مقالي
أرجوا إن ينال إعجابكم تحياتي للجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق