الاثنين، 11 يوليو 2011

أخر أيامك يالوز

أخر أيامك يا لوز
أن عطاء الأرض بالنسبة للإنسان لا يمكن قياسه بفترة زمنية معينة حيث أرتبط بتلك الأرض منذ هبوطه الأول عليها حيث كانت لثمار معينة خاصية تميزها عن قريناتها من الثمار الأخرى ولك صنف طعم خاص مذاق بل وحجم ينفرد به دون غيره وعند تدخلنا بتلك المعطيات البديهية سوف نجد أننا وضعنا كل نوع منها في بوتقة تختلف اختلاف جذري عن صنف أخر وامتدت طموحاتنا إلى تلك الثمار لكي نفصل العائلة الواحدة ونفتتها عن محيطها وصنفنا الثمار إلى أصناف منها موسمي ومنها سنوي بل وجعلناها بدوائر ضيقة محصورة بها لا يمكن تجاوزها رغم التقاءها الطبيعي في مرحلة الطريق إلى البطون لان القمح يلتقي بأغلب الأصناف بل ويتشارك معه لتقديم طبق معين دون غيره وهذا لا ينطبق على التمور على سبيل المثال رغم مذاقه الحلو .
في تجزيء المفردات وضعنا أسماء كثيرة لا حصر لها لتلك الثمار بل وجعلنا لها أكثر من عائلة وهي عوائل مشهورة جدا لدى الجميع سواء المزارع العادي أو التجار وفي الطريق الطويل أن المستهلك يعرف تلك العوائل جيدا ويختار ما يناسبه لطبق اليوم الذي حددت خيارته من قبل الخضروات والفواكه والحبوب والزراعات الانتاجيه مثل القطن والقصب الذي يستعمل للصناعة وغيرها من الغابات الغير مثمرة الحراجية الشكل التي نستفيد من أخشابها فهذه كلها عوائل منفصلة في المضمون والاستخدام مرتبطة بالنشوء والزراعة حيث عندما يكون الأمر عاماً سوف نقول عنها أنها مزروعات سواء طبيعية أو كان احتياجها لتدخل الإنسان المباشر .
نتفق كثيراً  أن تناولنا صنف معين من أحد العوائل أنفة الذكر في الحديث عنها ومدى الفوائد المرجوة منها منذ زراعتها إلى قطافها وفي طريقها إلى الأسواق ثم ذهابها مغلفة في أكياس إلى البيت وبعد ذلك يأتي فن الترتيب والتصنيف من جديد حيث عندما نجلب البطاطا إلى البيت لهدف ليس بالضرورة التقيد به بل يمكن أن يصنع منه أكثر من مئة طبق مختلف فقط عليك الاختيار ما تشتهي وما يتوفر في مطبخك من إمكانيات لتحويلها إلى طبق معين ربما يشترك فيه أكثر من صنف وهذا نسميه الالتقاء الضروري لغرض محدود مسبق التفكير به بل أجتاز مرحلة التجارب وحاز على رضى وسد جوع الفقير لحاجته لتلك المادة من هذه العائلة ليس بالضرورة أن يفعل الفقير نفس الشيء بنفس الصنف أيضا لان حاجته تقتضي هذا الطبق دون غيره وربما لا يكون طبق بل مقبلات وحينها ندخل في دوامة الحاجة والكماليات التي نحن بغنى عنها الآن لأننا نبحث عن الأساسيات التي أجبرتنا على التكيف مع تلك العوائل المترابطة المنفصلة .
لعلنا نتناول صنف أخر من هذه العوائل وهي صنف الفواكه ليس بعيد عن المقبلات بل وربما أجبرنا نوع معين  على التعايش معه لفترة محدودة لا تتعدى العشرة أيام وهو اللوز حيث يسمى في بلادنا العجوة حيث يكون طري يؤكل دون نزع البذر عنه بل ويرش علية قليل من الملح ليضيف إلى طعمه الحامض نكهة فريدة مميزة لا يختص بها سوى اللوز و لفترته المحدودة فأن الباعة يحضرون له حناجرهم لكي ينادون ويتغنون في الأسواق ملفتين النظر إلى أن هناك فرصة يجب اغتنامها وهي التمتع بطعم اللوز الحامض المالح وأن لا تفوت تلك المناسبة دون التذوق من هذا الموسم السريع الذي يكاد يكون الأقصر بعد موسم الفطر .
ويتغنى الباعة في الخضروات وينشئون المواويل والأغاني السريعة الملفتة للنظر في أسواق الخضروات والفواكه على حد سواء ولن تكون هذه الصيحات حصريه أو حكرا على غيرهم ولن يحتفظون بحقوق التأليف والنشر ومن تلك الصيحات على سبيل الطرافة ( أصابع الببو يا خيار ) كناية بأصابع الأطفال الصغيرة التي يشبهون الخيار بها ( حمرة وريانة يا بندوره ) بمعنى أنها كبيرة تسقى من مياه طبيعية تجعلها مليئة بالعصير لكي تتعد استخداماتها ( أخر أيامك يا لوز ) كناية بعمر اللوز القصير متناسين أن اللوز عندما ينتهي موسمه وهو معلق في الأشجار سوي يستمر بالنمو إلى أن يصبح قاسيا يستفاد من في الكثير من المكسرات التي تعتبر من الكماليات الغير ضرورية لكن موسم قطافه السريع جعلها تنفذ من قطفها إلى أن تحولت إلى عائلة جديدة وهي المكسرات وربما يستمر هذا اللوز إلى أن يذهب إلى المعاصر لكي يستخرج منه زيت اللوز الشهير المنقي للبشرة .
سعيد جدا بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق