شرف الانتحار
الانتحار محرم شرعاً ومكروه في كافة الأعراف الإنسانية لأسباب كثيرة لا أجيد تفسيرها والبت فيها ولعل الاعتداء على النفس مرفوض لان حاملها يستطيع التمكن منها في أي لحظة وفي كل وقت والذي ليس له أمان على نفسه لا يؤمن على غيرها .
عندما يكون الانتحار شرفا يتخذ العظماء من القادة تنفيذه عندما يستنكرون الوقوع بين يدي الأعداء لما سوف يتعرضون له من مهانة ومذله كبيره بسبب الحرب القائمة بينهما و الإعدام أو القتل سوف يكون مصيره سواء بمحاكمة عادله أو محاكمة ميدانية في ساحة القتال لذلك قد يلجئ من جن بجنون العظمة إلى ذلك الفعل عندما يرى استحالة الصمود أو العثور على مخرج .
بيدي لا بيد عمر مقولة لامرأة خشيت قتلها فتجرعت السم من خاتمها هي الملكة الزباء ملكة شمال الجزيرة في العراق خوفا من عمر بن عدي الذي أوشك الفتك بها انتقام لخاله جديمة أبن الابرش فضرب أروع الأمثلة في شجاعة تلك الملكة لأنها فضلت تفويت الفرصة على عمر والتفاخر بأنه أخذ بثأر خاله وكانت قدوة لكثير من الناس وعند أي ضائقة يلجئون إلى تلك المقولة لفضاً وتطبيقاً .
وفي التاريخ الحديث عرف بعض القادة الذين يشهد لهم بالحجة والإقناع والتفاخر بل وبالحروب والدهاء بها والمكر الذي أجادوه كثيراً مستخدمين الانتصارات داعمة قوية لدعايتهم القوية في تخويف الأعداء قبل وقوع الحرب فقد كان للقائد الألماني هتلر تلك السطوة حيث كانت كافة المقومات النفسية والتقنية تخدم إطماع ذلك الرجل وأجتاح بذلك معظم أوربا فقد كان الكل يخدم القائد من المزارع البسيط إلى عالم الصناعة الحربية وكانت تطير الطائرات من المصانع إلى سماء المعركة بدون تجربة نظراً لحاجتها وعدم توفر الوقت والثقة المفعمة بالصناعة الألمانية العبقرية بذلك العصر .
لم تمنع كل تكل الأسباب والمقومات جيشه الجرار متعدد الانتصارات مرعب الأعداء من هزيمته بخطأ أعُتبر في حينه تخطيطي بحت من المنشأ حيث كان في الزمان والمكان الخطأ فوقع ذلك القائد في فخ يصعب الخروج منه إلا بتنفيذ العقوبة بنفسه والانتحار بدل من الإذلال والتنكيل الذي سوف يلاقيه من أعدائه والحسرة من أتباعه وعدم المقدرة على شرح كل الظروف المحيطة بالهزيمة في حينها .
هذا اليوم يوم أسود بكل معطيات الغبن والخذلان لجزء كبير من ألامه العربية فقد أنفصل الجنوب رسمياً مجبراً أخاك لا بطل محاط بكافة أنواع التسلط والتفرد بالقرار على مدى عقود وكانت نتيجة تفكير ذلك القائد الملهم جني الويلات على شعبة سواء كان في الحرب أو الانفصال حيث كانت جمهورية السودان مخزون استراتيجي لكل أبناء ألامه فهي توصف بسلة الغذاء العربية وكنا في السابق نخذل أبناء ذلك الشعب عند المتاجرة بهم وألان نراهم ورثوا المتاجرة منا وتاجروا بأنفسهم وانفصلوا تحت نير الخذلان العربي الكبير بالتفتت والانحلال القومي الرهيب .
أذا كم قائد في عصرنا الحالي يجب أن ينال شرف الانتحار لما جناه من ويلات وتنكيل على من يتبعه وحروب تخدم كرسيه و غروره وتخدم أقربائه لا أبناء شعبة و لا ننسى وضع المقارنة بين الزباء و هتلر وحالهم حيث كان للسابقين شرف الخجل والتفكير بالمستقبل و تفويت الفرصة على الأعداء حتى في القتل وعدم التشفي بهم والتبجح من شريعة قصاص المنتصر .
فهل يكون لنا قادة ينالون شرف الحياة والممات بأبشع صور الخذلان لقطعان المنقسمين بين الطائفية والعنصرية في مجتمع تم تجزيئه لخدمة قائدهم وليس الصناعة والمضي في الانتصارات الكبيرة والمصانع المنتجة لكافة وقود الحرب لم ننال هذه الأشياء بل النقيض حيث كنا نحن وقود حروب الكرسي من تجويع وتنكيل وتخلف وأمراض حيث تمت صناعتنا لقدر أن يكون هؤلاء قادتنا لان شعب مبهم يستحق قائد يتمتع بفكر البهائم .
سعيد جدا بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع
كتبت هذا المقال بمناسبة الاحتفال بأنفصال جنوب السودان بتاريخ 9/7/2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق