القميص الأحمر
أن القوة التعبيرية للإنسان هي استنباطية بحته لا يمكن تقليدها في كل مره ولنفس الهدف حيث نرى لاعبين كرة القدم يعبرون بحركات تكاد تكون حصريه لكي يوصلون رسالة إلى الجمهور الغير المتواجد في المدرجات وربما عبر الشاشة الذين يجلسون في بيوتهم خلفها . منهم يفعل حركات إيمائية ويشيرالى بطنه المنتفخة وهي في الحقيقة غير ذلك بل لكي يوصل رسالة إلى زوجته أن الهدف الذي حققه في تلك المباراة هديه لمولودها القادم وربما وعدها قبل الذهاب إلى الملعب أنه سوف يفعل كل ما بوسعه لتسجيل ذلك الهدف لكي يكون هديه لولده أمام أنظار الملايين . وربما يقلده الكثير فيما بعد فقط يكون هو الأول في ذلك الفعل ولم يكن أحساسة الأول بطبيعة الحال فالكثير عبر عن حبه لمولودة الجديد بطريقة أخرى كانت أقوى وأشد من هدف عابر في مباراة كرة قدم قد لا تتعدى محيط مدينة ووفائهم لناديهم وليس كل العالم يشجع فريقه لكي يشعرون بالامتنان لتلك الهدية فهذا الهدف محدود التأثير مهما بلغت قوته ومناسبة تسجيله . ومن الرسائل التعبيرية هي الهدايا المباشرة المعبرة عن الحب بين شخصين وحسب موقع كل واحد فيهم وما يريد من تلك الهدية وما ينوي أيصالة من فكرة بذلك . إلام تهدي إلى أبناءها الحنان وهذه الهدية ليست ملموسة بل يكون الإحساس المتبادل هي المثمن لها و كذلك هدية الوالد ببناء مسكن وتوفير غذاء ومستقبل فهذه يعتبرها الأب هدايا كبيرة جدا بقدر المشقة بتوفير تلك الأشياء فعندما يهدي المقتدر زوجته فيلا ضخمه أو سيارة فارهة فهذا شيء عادي لا يتوقفون عنده كثيراً و عندما يهدي الفقير زوجته فستان جديد كغير العادة لأنه أعتاد الشراء لها من سوق الملابس المستعملة فأنه يكون هدية كبيرة ومحل تقدير من تلك الزوجة لما تعرف بقلة ذات اليد بالنسبة للزوج وأستغلالة هذه الفرصة وهي توفير نقود والذهاب مسرعاً إلى السوق الذي لم يعتاد الذهاب إلية وجلب تلك الهدية القيمة . فهذه وسائل تعبيرية ملموسة تندرج ضمن العلاقة الإنسانية في المجتمع الواحد وربما تكون أكثر شمولاً لكنها تبقى ضمن اهتمام واحد بطبيعة الحال فعندما تكون الهدية جماعية سوف يكون لها قدر كبير من الاحترام وتكون أكثر فائدة للكثير من الأشخاص لأنها لم تعد تخص شخص دون الأخر ضمن الدائرة الواحدة وهنا يرتبط تطبيق هذه الحالة ذو مشقة كبيرة وحسب حجم العطاء ويكون محل تقدير من المتلقين لها حسب حاجتهم لها ويلعب وقت تلك الهدية محور مهم في تغيير حياتهم أو لعب دور مهم في التغيير فعندما تمطر السماء في الصيف سوف لن تكون هدية جميلة كما هو في الشتاء ويكون الأمر غريباً وعلى غير المألوف وفي غير وقته وقليل النفع للناس فهذا تعبير المتلقي وتفكيره بالحدث وأهميته بالنسبة لهم . هدف الإنسان في أغلب مراحل حياته هو التغيير إلى الأفضل فنرى من يخصص لباس معين ولون معين لطلب معين فنرى أثارة المجتمع بألوان مختلفة ولأهداف مختلفة فمن يجعل اللون الأبيض شعار له ليس بالضرورة هدفه صافي نقي فالكثير يلبسون قبعات خضراء ويدمرون البيئة على سبيل المثال ومن يلبسون قمصان حمراء لم يكن ولائهم للون معين بل للهدف الذي جيشوا المجتمع له وبذلك يكون التعبير في غير مكانه الذي يفهم منه . في هذا العصر نرى الكثير من استخدام الألوان التعبيرية في مكان يختلف فتكاد تكون لغة الإشارة لا يفقهها سوى من كان قد تدرب وأتقن تلك اللغة . فلم يعد الهدف مرتبط بتعيير بسيط يوصل فكرة ما بل أصبح أعمق وأكبر من تلك الدائرة ونحتاج إلى خبراء بالإيماءات لكي يتم توصيل الرسالة ألينا وربما هذا الخبير يحور الرسالة إلى ما تهوى مشاعره فيفهمنا غير القصد منها ونبقى خاضعين لتجاذب التعبير بغير دراية بتلك الحركات التعبيرية فما لنا إلا القول يجب على من يفعل الحركة أن ينزل إلى مستوانا التفكيري والفطري بتفسير تلك الحركات وتوقيتها وحاجتنا إليها لكي تصل لنا في وقت حاجتها ولم يكن قد فات الأوان لها . فما لون القميص الذي سوف نلبسه وما تلك القضية التي تستحق أن نجعلها من الأولويات وندافع عنها بهذا اللون المختار أو أن القضايا كثيرة فنصبح عاجزين عن ما يكون أول ما نطالب به في خضم فوضى الألوان والمحاور الرئيسية لقضيتنا .
سعيد جداً لقراءتك مقالي
تقبلوا أرق وأجمل الأمنيات بوقت ممتع
تحياتي للجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق