الحاجة والسداد
أن موازين القوة الجسدية هي الاستهلاك والإنتاج فهذا معيار متوازن بكل أطوار الجسد بل ويشمل الكثير من أمورنا الحياتية التي تجعلنا في ديمومة التطور التكويني الممتد منذ الولادة إلى الممات هناك حاجة لكل شيء في هذه الرحلة الطويلة معدين ومنتجين زاد لرحلة أطول وأبدية المقام والمبيت بل ويكون فيها المحصلة هي ما جنيته بذلك الجسد ورحلته التي يعتبرها الآخرون عادية وأنت كنت تعتبرها للآخرين كذلك فقط الآن عندما كانت الرحلة خاصة بك فأنك تدخل بأدق تفاصيلها . تحديد الحاجة ربما يكون صعب الحصر لان لكل مرحلة حاجة معينة ومتطلبات تختلف عن سابقتها وما تليها ففي أدراك تغير المنهج والنمط تكون حاجتنا إلى أمور تفصيلية سواء كانت محسوسة أو ملموسة وبينهم يكمن خيط رفيع لا يراه المبصر و يتباها بقوة النظر بل تريد بصيرة وكلام هادى يميل إلى العقل و صوت خافت لكي يكون التركيز معه كبيراً للاستفادة من كل حرف ينطق بل يهمس بالإذن التي تريد أن تسمع والعقل المهيىء لكل توجيه مباشر أو غير ذلك . تحديد الحاجة أمر مهم وخطير بنفس الوقت وبعصرنا الحالي عليك الحذر من الانزلاق والانقياد وراء أشياء لم تكن حاجتك لها ضرورية بل تعتبر من الكماليات والتباهي فتذهب إلى من يسد حاجتك بأي وسيلة وأي ثمن وهنا تكون قد فتحت نافذة الخطر التي تعتبر مدخلا مباشراً إلى دوامة كنت قبل ذلك غني عنها ولا تحتاج إلى تلك المثابرة والتفكير والرهن هذا كله بل بالكفاف تستطيع إن تحقق كل ما تتمناه حتى لو كان الوقت متأخراً فعندما تتبع خطوات متقاربة بسيطة تكون أكثر ارتكاز على الأرض وأكثر قوة ولا تتأثر بالعوامل الخارجية البسيطة من رياح أو طريق غير مرصوف بشكل جيد لأنك وبكل بساطه تعرف أين تضع قدمك حين تنقل الأخرى فلم تعد الحاجة إلى الإسراع
فالطريق طويل بلا شك بذلك وسوف تصل مع الإصرار والمتابع وتحديد الهدف مهما كانت سرعتك بطيئة فكل ما تحتاجه بذلك الدرب هو أن تستجمع معنوياتك وتقنع نفسك بالهدف وما تنوي تحقيقه سوف تجد أجمل النتائج لأنها كانت مسيرة بتوجيه وأشراف العقل بشكل مباشر . فالسرعة في تحقيق الأهداف سوف تجرك إلى متاهات كثيرة هناك من يتربص بك على جانبي الطريق ويقدمون خدماتهم المدفوعة وحالهم كمن يدس السم بالعسل عند الذهاب إليهم وسماع كلامهم يقنعون الذي وقع في الشباك بكل شيء يمكن تحقيقه لا نهم يخاطبون العاطفة والأحلام ولا يتطرقون إلى عقل وواقع فهذا حالهم يريدون جني الأرباح الطائلة من تلك الخطابات التي وضعت كل إمكانيات الإقناع بها فلم يعد سر إلى ما نتكلم عنه فكل تلك المسوغات نقصد بها حال البنوك والإقراض وطرق السداد ولا نتطرق إلى المبلغ المدفوع والمبلغ الذي يجب عليك سداده والفارق الكبير بينهم الذي يصبح حملاً ثقيلاً عليك قبل كل شيء وأنت من ذهب إليهم بخطوات متسارعة ومن سمح لهم باستغلالك المادي الكبير فهم يجنون الأرباح الكبيرة من أشخاص حالهم مثلك تماماً لكن أهدافهم تختلف بشكل نسبي وجزئي . كل ذلك نتيجة خطواتك غير المحسوبة والمتسرعة التي كنت عليها قبل الوقوع في الفخ الكبير له بداية وليس له نهاية فالقروض هي كمن يشعل فتيل البارود نعلم ماذا فعلنا لكن لا نعلم النتيجة المترتبة من خلال الانفجار الذي سوف يحدث ومن بين كل المدانين بالقروض لا نجد نسبة تعود إلى الحال الذي كان علية قبل الاقتراض وأن حصل ذلك فسوف يكون بمعجزة وبتغيير أكبر والابتعاد عن مواطن الخطر . فحال المقرض يقول أنه لم يذهب إليك بل أنت من ذهب وقدم كل شيء يطلبونه من رهن وأوراق وتعهدات بالسداد فهم يحفظون حقهم ويعطونك ورقة تحتاج إلى تدقيق لمدة أسبوع وخبراء قانونيين لكي تقرئها خلال دقائق جلوسك أمام موظف الاستقبال وحين يراك مستغرقاً بالقراءة مدققاً يسألك بابتسامة صفراء هل تشرب شيء هل تريد مشروب ساخن أو بارد فلم يكن هدفه خدمتكم بل لكي يشتت انتباهك عن ماتقرءه وعند أي خلل بالتسديد أول كلمة تقال لك أنت وقعت على شروطنا كلها وهذه الورقة تكون بخط صغير متراكب وفيها أكثر من خمسين شرط جزائي لتقييدك وعدم الإفلات من قبضتهم . فلم يكن هدفك من الإقراض لمطلب ملح وشيء مهم بل للسفر والسياحة أو جلب خادمه أو شراء هاتف نقال أخر موديل أو كمبيوتر تستطيع الاستغناء عنها بالصبر القليل والبديل أقل تكلفة ولا يجبرك على المسير ذلك الطريق الوعر شديد الخطورة الذي تكون فيه بقية عمرك تخرج من دائرة واسعة إلى دائرة أضيق فعندما نفكر في الحاجة يجب أن يكون تفكيرنا بطريقة وإمكانية السداد تفكيراً مرادفاً لكي لا نضطر إلى سلوك تلك الطرق والوقوع فرائس سهلة بيد المتربصين بنا .
سعيد جداً لقراءتك مقالي
تقبلوا أرق وأجمل الأمنيات بوقت ممتع
تحياتي للجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق