الحب بين الإنا و الإيماء
يقول الدكتور العقاد إن أمي اعتادت الكذب علي عندما تعطيني معطفها وتقول أنها لا تشعر بالبرد وعندما تقدم لي الطعام وتقول أنها ليست جائعة. فهذا حب تأثيري بشكل محسوس عندما ندخل بهذه الدوامة من الحب الفطري سوف نسطر أجمل القصص والروايات والكثير من القصص الواردة بهذا المنوال لا نستطيع الحكم على المبالغ منها والحقيقي إلا بروح الإحساس الفطري ومن خلال التجارب الشخصية والمقارنة بين الرواية والواقع عندما نتطرق مثلا إلى حب الذات دائما ما نقول عن هذا أنه غير مستحسن وغير مبرر والحقيقة غير ذلك لكن الإفراط بهذا الحب يكون له نتائج سلبية مسببة للغرور والتعالي على المحيط مما يجعل النظرة بالاتجاه العكسي لنا غير ما نود من توصيل رسالة معنوية بأنفسنا وغالباً ما يكون اللقب جاهز والأرضية خصبة لإلصاقه بنا ممن يحيطون بنا وهم أنفسهم ما كنا نريد أن نقنعهم بمواهبنا ونلفت أنتياههم بنا ودائما ما نتكلم عن أنفسنا أمامهم كثيراً لكي ننبههم بما يحاولون إخفائه بشخصيتنا فقط لأننا لم نسمع منهم ما نستحق وحتى لو كان أقل من المتوقع فنعود لمشكلة الغرور بدل البحث عن دافع معنوي قوي بالاتجاه الصحيح فتصعب عندها المهمة كثيراً فنجد أن أمامنا حاجزين علينا تجاوزهم لكي نعود إلى المربع الأول فالحاجز كبير حيث وضعت الدائرة حولنا فقد وضعت ليس بقصد التباهي والابتعاد أنما للتقرب منهم ولكن ليس كل شيء ممكن فالمفكرون كثيرون ولا يمكننا صنع شخصية مستقلة عن محيطنا بكل شيء وبالمقابل لا يكن الاستكانة إلى كل لقب يصدرونه علينا والتسليم به على انه أصبح واقع وعلينا الرضا والتعايش مع حكمهم وعدم المحاولة بالتصحيح أو حتى الخروج من تلك الدوائر المصطنعة لنا . والخطأ الأكبر الذي قد نقع به هو أن يندرج الصراع بيننا وبين أنفسنا فتكون هناك مشكلة الصراع الداخلي وعدم الرضا عن الأداء الوجداني بمجرد الزلل نصدر حكما على أنفسنا ونقع في دوامة الاحتقار للذات بسبب ما يرافق الإحساس بالذنب من ظروف أو أحداث تدفع إلى الخجل وهنا يشعر الإنسان بفقدان قيمته الذاتية وصورتك الذاتية عن نفسك هي التي تكون شخصيتك فهي تحمل رأيك عن نفسك وتقديرك لذاتك أو كراهيتك لها كما تحمل ما في أعماقك من مشاعر الحب نحو الغير وحب الغير لك وإحساسك بالأمن والأمان والثقة بالنفس يبحث كل إنسان عن ذاته ويتوق لأن يعرف نفسه فيكون صورته عن شخصيته فهو يرى نفسه ذكياً مجتهداً أميناً محباً رقيق المشعر أو يرى في نفسه الكسل أو الفشل أو التردد أو الحماقة فمتى قل اعتبار الإنسان لنفسه عالجه إما بإظهار ذلك أو بمحاولة إخفائه والناس في العادة يخفون احتقارهم لذواتهم أو كراهيتهم لنفوسهم فيظهرون مفعمين بالثقة ويقف وراء ذلك شعورهم بعدم الأمن نتيجة عدم احترامهم لذواتهم محبة الإنسان لنفسه شيء طبيعي. فحب الذات أساس طبيعي في علاقة الإنسان بنفسه والذي يحب نفسه يهتم بمصالحة الشخصية فيعتني بملبسه ومأكله يهتم بدراسته وتقدمه يهتم بزينته كما يهتم بعمله وإنتاجه فحب الإنسان لذاته مفيد له يدفعه إلى حياة كريمة بنَّاءة وحب الإنسان لنفسه يحميه من الاضطرابات النفسية والأمراض ويعطيه سلام الفكر والقلب كما يحفظه سالماً في طريق حياته لينمو ويحقق ذاته فالنتيجة أن لا تكون الأنانية المفرطة والغرور فقط علية الاعتدال والوسطية في ذلك الحب وأن لا تكون هناك فواصل كبيرة نخليقها نحن بيننا وبين أنفسنا و ننسى ما جرنا إلى هذا النسق من التفكير وما كنا نرمي إلية في بداية حبنا وعدم ترجمته بالشكل الصحيح وأسقاطة على واقع محيط بنا فبدل من تأثيرنا على غيرنا نكون ضحية تأثر محيط بنا وتسييرنا بشكل لم نكن نرغب به ولم يكن هدفنا بهذا المسير . فالتوجه إلى حب التصريح والمبادرة فنجد أنها ضرورة ملحة على أنفسنا الاقتناع بها فكيف لي أن أعرف أنك تحبني أن لم تصرح بذلك قولا أو عملاً فقط علينا القول بما نفكر به للمقابل وإثباته وأن لا يأتي مفاجئ من غير مقدمات عندما نصادف شخص في مكان ما مباشرة نقول أننا نحبه فهذا يجعل التأثير السلبي هو أقرب النتائج وربما يقودنا إلى شيء عكسي لا نستغرب عندما نقابل من ذلك الشخص بتسرعنا بإطلاق هذه العبارة بدون خبرة ودراية وربما لم يكن الشخص المناسب لغرس تلك البذرة في قلبه أو أن شخص ما سبقك لذلك . لكي تأخذ أفضل النتائج فقط عليك الدراسة المتعمقة بمحيط ذلك الإنسان ومعرفة نصف الجواب عند طرحك للمبادرة لتجنب السقوط إمام نفسك أولاً فهذا التصريح متسرع وغير حكيم وعليك الإقرار بذلك لكي لا تلوم الأ نفسك بتصرف متسرع وترجع لجلد الذات بدل الرضا وتضاف هذه السقطة إلى سجل حافل كنت تنوي الخروج منه إلى عمل صائب . إما الإيماء طرقة عديدة وطويلة ومنها الفطري الذي نراه جلياً بتصرف الأم بكافة الأجناس وليس حصراً ببني البشر فالحيوانات أكثر من يجيد تلك اللغة الفطرية والشواهد على ذلك كثيرة جدا فنعود سريعاً إلى حياة الإنسان ربما تكون الأبتسامه والمبادرة بالتحية لها تأثير كبير ناهيك عن اللمسة ومسحة على الرأس لطفل تشعره بالأمان أكثر من الكلام هنا لأن تفسيرها يترك للطفل فقط عليك المبادرة وحرارة العناق مع الوالد لها تفسيرات كثيرة جداً حسب القوة والوضعية وربما يلعب المكان دوراً مهماً في عمق وشدة الشوق لأن هنا يختلف التفكير عن الطفل فالمقابل هنا شخص واعي يتقن ذلك الفن من الإيماء وله باع طويل فهو من علمك تلك اللغة العميقة فهل يصبح من المعقول أنك تريد أن تخدعه مثلاً بتصرف غبي وتتناسى دوره الكبير بحياتك ! فلا تجعل تلك سقطة أخرى فقط عليك الصدق بالمشاعر الصادرة منك بذلك الاتجاه لكي تدرك أنك تسير بالطريق الصحيح الثابت رغم المحيط الضيق بحياتك . وعليك التصريح والتصنع بغير ذلك الموقف فالعمل والدراسة لا شك أنها تركت لك مجال واسع لتنفذ ذلك فالمجاملة ليس بالضرورة أنها غير محمودة في كثير من المواضع بل تكاد تكون مطلب مهم فالمسئول دائماً يبحث عن الحل الوسط لكي لا يلتزم بشيء تفرضه علية ظروف المتغيرات في العمل فيبقى على مسافة واحد من العقاب والثواب فلا يريد التقيد بمشاعر وليدة اللحظة وانية الظروف ويكون التصريح هنا فن تجيده وتحسنه بما كسبت من معطيات كثيرة خلال رحلة الأيام الطويلة فلا تجعلها سقطة مضافة إلى سجلات تريد منها جني شخصية قوية ولها بكل مقام مقال ولا تعيش فلا بدائرة ضيقة محبطة وتكون الخاسر الأكبر أمام نفسك فقط عليك أدارك ما يدور والتدبر والتصرف بكل حرية وطبيعية لما تملية عليك نفسية ليس بالضرورة يكون بها التحكم ممكن فالاختلاف بين الشخص والأخر أمر طبيعي وعادي فالاستحالة أن نشبه أحدا بكل شيء مهما قرب التفكير والظروف والجنس فيبقى مصدر الاختلاف هو العقل المفكر والمفسر للمحيط وما قد مر به من معطيات كثير سواء كانت لها تأثير جيد أو غير ذلك وتركت ألآثار بأنفسنا وللأيام بصمة بذلك السياق وخاصة منها العصيبة والمؤثرة .
سعيد جداً لقراءتك مقالي
تقبلوا أرق وأجمل الأمنيات بوقت ممتع
تحياتي للجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق