أصرخ عالياً فأني أسمعك
المتكلم عن الحق يتمنى دائما يكون صوته منخفضا لكي تكون حجته مسموعة ومقنعة بكل تفاصيلها فهو لم يعد بحاجة إلى رفع صوته والصراخ لأنه يقف على أرضية صلبة ملئها حق والحقوق والمستمع لنا مدرك إننا على ذلك الحق فله عقل مميز بين الخطأ والصواب ويعلم جيداً ما نريد وما نطالب به فهنا تكون الأمور مثالية لا تحتاج في كثير من الأحيان إلى صوت مرتفع أو كلام كثير فقط هنا التلميح بالمطالبة بذلك الحق يكفي لان القاضي لبيب مدرك لكل معطيات المطالبة بالحق بل وبالحاجة الماسة لنا بالإنصاف و يعلم جيداً الخيارات البديلة للحصول علية .
فلم تعد هنا هناك أشياء مسلوبة من حقوقنا الكثيرة اليومية منها وما مضى علية سنين وسقط في التقادم المقيت المذيب لكافة أنواع العقول المنفتحة السامعة لمطالبنا الدونية البسيطة التي لا تسير حياتنا بشكل مقبول بدون الحصول على تلكم المطالبات الصغيرة لكننا قد نضطر إلى رفع صوتنا قليلاً لكي نلفت الانتباه لنا ولكي تكون هناك أرضية لبدء الحوار والمطالبات وقد يضطر الطرف الأخر إلى إسكاتنا من أول حق وأبسطه لكي لا يفتح على نفسه باب كان بالغنى عنه أو تناساه لفترة طويلة حتى وصل الأمر إلى ما وصلت إلية من رفع للأصوات وقد يكون صوتي ليس الوحيد بتلك الساحة الحقوقية المطالبة بالإنصاف .
إذا على المطالب بذلك الحق علية تحديد خياراته في طريقة الحصول على ما يربوا إلية وأن لا يغفل عن التوقيت المهم في أشياء داعمة له ولموقفة النبيل في القصد من أثارة تلك الزوبعة وفي هذا الوقت بالذات من مرحلته العمرية أو الحياتية فما يطالب به الكهول ليس بقدر وجرئه ما يطالب به الشباب وما يطالب به المثقفون ليس بنفس الحجة والقيمة بما يكون للجاهلون قليلين التعليم بكل نواحي المطالبة بالحق وما يقبع حوله من معطيات سواء بالإصرار أو التسلح بأدوات تجعل الحصول ممكن وفي متناول اليد وما يتوفر من إمكانيات للتضحية بها والتعداد هنا مهم للغاية فما يطالب به فرد أو أفراد غير ما تطالب به جماعة أو جماعات فكل تلك الأشياء تدعم المطالبة بل ويمكن في كثير من الأحيان أنها هي من دفعه لخوض تلك المغامرة والتجربة والتجرؤ على فتح الأفواه ورفع الأصوات .
هنا تأتي العزيمة والإصرار للمطالبة والتجهيز الجيد كلها عوامل مساعدة للمضي قدماً حتى أخر رمق في التحصيل المدروس للحق الضائع لكن ليس كل شيء مثالي فتحديد الخيار ممن تريد حقك إيظاً سؤال مهم يجب إن لا تغفله وتضعه في كل خياراتك هل تريد حقك من فرد أو جماعة أم انك تريد حقك من جهة هي أكبر منك وأكثر منك قوة في الإقناع ولها مقومات ما تجعلك تخرج خالي الوفاض من كل تلك الزوبعة التي أثرتها بل وتخرج أنت الذي على خطأ رغم وضوح حقك كما الشمس لكن من تطالبه بحقوقك يخضع لعدة مقاييس وجوانب أنت تغفلها ويكفي هنا التلميح إلى حقك أن الصبر يجب إن يكون له نصيب كبير من تفكيرك وتركيزك فلم تصل إلى مرحلة الصراخ أذاً أنت ليس في وقت وصلت بك الحاجة إلى المطالبة به فعليك أن تتضور جوعاً لكي نقدم لك كسرة خبز تسد بها رمقك إلى قليل من الوقت وترجع أيها المهضوم الحقوق إلى نفس المربع المنطلق منه فأنك لم تكن بقدر من الخيار للحصول على تلك الأشياء التي رسمت لها فقط في مخيلتك صور ما يعد الحصول على حقك وكنت لا تقوى على الصراخ في بداية أمرك وحسم خياراتك فكيف يمكنك أن تستطيع المطالبة بالحق الذي أهم شروط الحصول علية هي القوة المطلقة بالحق المسلوب منك .
عليك الرجوع خطوة واحدة للخلف والسؤال هل تستطيع أن تمضي قدما إلى ابعد من الصراخ وقبل ذلك هل كان الصراخ بحقك ضمن خياراتك الموضوعة بأول الطريق وتستمر المطالبة بالمسير بخط تصاعدي إلى ابعد حد حتى الحصول على ذلك ومستعد لتقديم كل ما يغرس في نفسك الإيمان بحقك مهما بلغت التضحيات لو كان هذا خيارك لماذا تركت حقك يُسلب قبل المطالبة به .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون سعيداً أكثر لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق