الاثنين، 18 يوليو 2011

الخيار الثالث

الخيار الثالث
لم تكن هناك قوة تستطيع بكل وقت التحكم بالخيارات المتاحة أو المعقولة في وقت معين لتقديم أفضل النتائج المرجوة من تعددها والانتقاء بين المناسب لحالة معينة فريدة أن كانت أو متوفرة لاستعمالات كثيرة والخيار المتاح في وقت لا يكون كذلك بوقت غيره لعدم توافر الشخوص الأدوات الممكنة منها أو المستحيل بينها .
فعندما تنحصر الخيارات إلى خيارين لا ثالث لهما فيجب البحث عن المسببات التي جعلتنا نحصرها و ننتقي هذين الاثنين بدون التفكير بالنتائج الايجابية أو السلبية في حين أننا وفرنا من الجهد لتنفيذها بل وحصر الإمكانيات كلها بخيارين ومحاولة أنجاح أي واحد منها مهما كلف ذلك من ثمن بل و يكون الإقناع هنا متشعب ومتعدد الاتجاهات لكي نقنع أنفسنا أولا ثم نحاول أقناع الجموع بعد ذلك وأن أستقر الركون لخيار معين سوف نعيد رجلة الإقناع بكل تفاصيل الشد والجذب وتغيير الفكرة الأساسية المنطوية تحت خيار محدد .
و لا يمكن نعت الخيارين بالفشل في كل حالات استخدامها زلن نستطيع أن نقول عنها أنها ناجحة بنسبة كبيرة لان هذا الحصر له ظروف تخدم عملية النجاح والفشل وتتغير بلحظات ويتحول الربح فيها إلى خسارة كبيرة نظرا للمعطيات المؤدية إلى طريق حددناه مسبقاً و الرجوع عن الخيارين ليس ممكنا بكل الظروف أيضا ويعتبر في كثير من الأحيان انتحار لقناعة الحصر والمضي في التطبيق .
أن استبعاد الخيار الثالث مكلفاً جداً في كافة نواحي نمو الاختيار وطريقة تطبيقه الممكنة بحيث يصعب التخلي عنه جذرياً ويجب جعله مركون لبعض الوقت حتى تتبلور حقيقة المضي بالتطبيق و الجدية والحزم ربما يكون قاعدة أساسية للخيار الثالث بدلاً من رمية نهائياً وعدم الأخذ به .
فمن حزم حقائبه للسفر إلى مكان ما يستطيع أن يغير رأيه عند تعثر رحلة الطيران أو هناك شيء أستجد في اللحظات الأخيرة ويمكن أن لا تنطبق الكثير من الأشياء على رحلة سفر يمكن تأجيلها لكنها مقياس للتمعن في الطرح والتفكير في الثمن المدفوع بنتيجة حصريه نحن من جعلها كذلك أذاً يمكن أن نكون نحن المحولون للخيارات وجاعلون منها ثلاثة بدل خيارين لا ثالث لهما .
المدافع عن الحصرية دائما يكون شجاع لأنه حدد وجهته من نقطة البداية التي يمكن إن لا يكون له الخيار في الانطلاق إلى نقطة النهاية التي ليس بالضرورة أنها تستمر بكل تفاصيلها بما خطط له وحدد مصيره والشجاع هنا من يغير العبور إلى هدف معين بوقت مناسب وخاصة إن تكون هناك درس قد استفاد منه الكثيرون وربما يجيش كم كبير لخياراته بعد أن يروا منه شجاعة الالتفات إلى خيار ثالث يستميل بها من وقع في اللون الرمادي .
تقدير ذلك الخيار تكون في الشجاعة الممكنة في اختيار الوقت المناسب لاتخاذه والطريقة المناسبة للعودة إلى السابق وحفظ خط الرجعة واضع بالحسبان موازين كثيرة ودقيقة من العدد إلى العدة مروراً بالمشاهد التي سوف تعلق في أذهان الأطفال والنساء الذين يريدون السلامة للخاص والعام من المثل الأعلى الذي ينتظرون دخوله المنزل يحمل قطعة حلوى تفرحهم بعودته .
سعيد جدا بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع


الاثنين، 11 يوليو 2011

أخر أيامك يالوز

أخر أيامك يا لوز
أن عطاء الأرض بالنسبة للإنسان لا يمكن قياسه بفترة زمنية معينة حيث أرتبط بتلك الأرض منذ هبوطه الأول عليها حيث كانت لثمار معينة خاصية تميزها عن قريناتها من الثمار الأخرى ولك صنف طعم خاص مذاق بل وحجم ينفرد به دون غيره وعند تدخلنا بتلك المعطيات البديهية سوف نجد أننا وضعنا كل نوع منها في بوتقة تختلف اختلاف جذري عن صنف أخر وامتدت طموحاتنا إلى تلك الثمار لكي نفصل العائلة الواحدة ونفتتها عن محيطها وصنفنا الثمار إلى أصناف منها موسمي ومنها سنوي بل وجعلناها بدوائر ضيقة محصورة بها لا يمكن تجاوزها رغم التقاءها الطبيعي في مرحلة الطريق إلى البطون لان القمح يلتقي بأغلب الأصناف بل ويتشارك معه لتقديم طبق معين دون غيره وهذا لا ينطبق على التمور على سبيل المثال رغم مذاقه الحلو .
في تجزيء المفردات وضعنا أسماء كثيرة لا حصر لها لتلك الثمار بل وجعلنا لها أكثر من عائلة وهي عوائل مشهورة جدا لدى الجميع سواء المزارع العادي أو التجار وفي الطريق الطويل أن المستهلك يعرف تلك العوائل جيدا ويختار ما يناسبه لطبق اليوم الذي حددت خيارته من قبل الخضروات والفواكه والحبوب والزراعات الانتاجيه مثل القطن والقصب الذي يستعمل للصناعة وغيرها من الغابات الغير مثمرة الحراجية الشكل التي نستفيد من أخشابها فهذه كلها عوائل منفصلة في المضمون والاستخدام مرتبطة بالنشوء والزراعة حيث عندما يكون الأمر عاماً سوف نقول عنها أنها مزروعات سواء طبيعية أو كان احتياجها لتدخل الإنسان المباشر .
نتفق كثيراً  أن تناولنا صنف معين من أحد العوائل أنفة الذكر في الحديث عنها ومدى الفوائد المرجوة منها منذ زراعتها إلى قطافها وفي طريقها إلى الأسواق ثم ذهابها مغلفة في أكياس إلى البيت وبعد ذلك يأتي فن الترتيب والتصنيف من جديد حيث عندما نجلب البطاطا إلى البيت لهدف ليس بالضرورة التقيد به بل يمكن أن يصنع منه أكثر من مئة طبق مختلف فقط عليك الاختيار ما تشتهي وما يتوفر في مطبخك من إمكانيات لتحويلها إلى طبق معين ربما يشترك فيه أكثر من صنف وهذا نسميه الالتقاء الضروري لغرض محدود مسبق التفكير به بل أجتاز مرحلة التجارب وحاز على رضى وسد جوع الفقير لحاجته لتلك المادة من هذه العائلة ليس بالضرورة أن يفعل الفقير نفس الشيء بنفس الصنف أيضا لان حاجته تقتضي هذا الطبق دون غيره وربما لا يكون طبق بل مقبلات وحينها ندخل في دوامة الحاجة والكماليات التي نحن بغنى عنها الآن لأننا نبحث عن الأساسيات التي أجبرتنا على التكيف مع تلك العوائل المترابطة المنفصلة .
لعلنا نتناول صنف أخر من هذه العوائل وهي صنف الفواكه ليس بعيد عن المقبلات بل وربما أجبرنا نوع معين  على التعايش معه لفترة محدودة لا تتعدى العشرة أيام وهو اللوز حيث يسمى في بلادنا العجوة حيث يكون طري يؤكل دون نزع البذر عنه بل ويرش علية قليل من الملح ليضيف إلى طعمه الحامض نكهة فريدة مميزة لا يختص بها سوى اللوز و لفترته المحدودة فأن الباعة يحضرون له حناجرهم لكي ينادون ويتغنون في الأسواق ملفتين النظر إلى أن هناك فرصة يجب اغتنامها وهي التمتع بطعم اللوز الحامض المالح وأن لا تفوت تلك المناسبة دون التذوق من هذا الموسم السريع الذي يكاد يكون الأقصر بعد موسم الفطر .
ويتغنى الباعة في الخضروات وينشئون المواويل والأغاني السريعة الملفتة للنظر في أسواق الخضروات والفواكه على حد سواء ولن تكون هذه الصيحات حصريه أو حكرا على غيرهم ولن يحتفظون بحقوق التأليف والنشر ومن تلك الصيحات على سبيل الطرافة ( أصابع الببو يا خيار ) كناية بأصابع الأطفال الصغيرة التي يشبهون الخيار بها ( حمرة وريانة يا بندوره ) بمعنى أنها كبيرة تسقى من مياه طبيعية تجعلها مليئة بالعصير لكي تتعد استخداماتها ( أخر أيامك يا لوز ) كناية بعمر اللوز القصير متناسين أن اللوز عندما ينتهي موسمه وهو معلق في الأشجار سوي يستمر بالنمو إلى أن يصبح قاسيا يستفاد من في الكثير من المكسرات التي تعتبر من الكماليات الغير ضرورية لكن موسم قطافه السريع جعلها تنفذ من قطفها إلى أن تحولت إلى عائلة جديدة وهي المكسرات وربما يستمر هذا اللوز إلى أن يذهب إلى المعاصر لكي يستخرج منه زيت اللوز الشهير المنقي للبشرة .
سعيد جدا بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

السبت، 9 يوليو 2011

شرف الانتحار

شرف الانتحار
الانتحار محرم شرعاً ومكروه في كافة الأعراف الإنسانية لأسباب كثيرة لا أجيد تفسيرها والبت فيها ولعل الاعتداء على النفس مرفوض لان حاملها يستطيع التمكن منها في أي لحظة وفي كل وقت والذي ليس له أمان على نفسه لا يؤمن على غيرها .
عندما يكون الانتحار شرفا يتخذ العظماء من القادة تنفيذه عندما يستنكرون الوقوع بين يدي الأعداء لما سوف يتعرضون له من مهانة ومذله كبيره بسبب الحرب القائمة بينهما و الإعدام أو القتل سوف يكون مصيره سواء بمحاكمة عادله أو محاكمة ميدانية في ساحة القتال لذلك قد يلجئ من جن بجنون العظمة إلى ذلك الفعل عندما يرى استحالة الصمود أو العثور على مخرج .
بيدي لا بيد عمر مقولة لامرأة خشيت قتلها فتجرعت السم من خاتمها هي الملكة الزباء ملكة شمال الجزيرة في العراق خوفا من عمر بن عدي الذي أوشك الفتك بها انتقام لخاله جديمة أبن الابرش فضرب أروع الأمثلة في شجاعة تلك الملكة لأنها فضلت تفويت الفرصة على عمر والتفاخر بأنه أخذ بثأر خاله وكانت قدوة لكثير من الناس وعند أي ضائقة يلجئون إلى تلك المقولة لفضاً وتطبيقاً .
وفي التاريخ الحديث عرف بعض القادة الذين يشهد لهم بالحجة والإقناع والتفاخر بل وبالحروب والدهاء بها والمكر الذي أجادوه كثيراً مستخدمين الانتصارات داعمة قوية لدعايتهم القوية في تخويف الأعداء قبل وقوع الحرب فقد كان للقائد الألماني هتلر تلك السطوة حيث كانت كافة المقومات النفسية والتقنية تخدم إطماع ذلك الرجل وأجتاح بذلك معظم أوربا فقد كان الكل يخدم القائد من المزارع البسيط إلى عالم الصناعة الحربية وكانت تطير الطائرات من المصانع إلى سماء المعركة بدون تجربة نظراً لحاجتها وعدم توفر الوقت والثقة المفعمة بالصناعة الألمانية العبقرية بذلك العصر .
لم تمنع كل تكل الأسباب والمقومات جيشه الجرار متعدد الانتصارات مرعب الأعداء من هزيمته بخطأ أعُتبر في حينه تخطيطي بحت من المنشأ حيث كان في الزمان والمكان الخطأ فوقع ذلك القائد في فخ يصعب الخروج منه إلا بتنفيذ العقوبة بنفسه والانتحار بدل من الإذلال والتنكيل الذي سوف يلاقيه من أعدائه والحسرة من أتباعه وعدم المقدرة على شرح كل الظروف المحيطة بالهزيمة في حينها .
هذا اليوم يوم أسود بكل معطيات الغبن والخذلان لجزء كبير من ألامه العربية فقد أنفصل الجنوب رسمياً مجبراً أخاك لا بطل محاط بكافة أنواع التسلط والتفرد بالقرار على مدى عقود وكانت نتيجة تفكير ذلك القائد الملهم جني الويلات على شعبة سواء كان في الحرب أو الانفصال حيث كانت جمهورية السودان مخزون استراتيجي لكل أبناء ألامه فهي توصف بسلة الغذاء العربية وكنا في السابق نخذل أبناء ذلك الشعب عند المتاجرة بهم وألان نراهم ورثوا المتاجرة منا وتاجروا بأنفسهم وانفصلوا تحت نير الخذلان العربي الكبير بالتفتت والانحلال القومي الرهيب .
أذا كم قائد في عصرنا الحالي يجب أن ينال  شرف الانتحار لما جناه من ويلات وتنكيل على من يتبعه وحروب تخدم كرسيه و غروره وتخدم أقربائه لا أبناء شعبة و لا ننسى وضع المقارنة بين الزباء و هتلر وحالهم حيث كان للسابقين شرف الخجل والتفكير بالمستقبل و تفويت الفرصة على الأعداء حتى في القتل وعدم التشفي بهم والتبجح من شريعة قصاص المنتصر .
فهل يكون لنا قادة ينالون شرف الحياة والممات بأبشع صور الخذلان لقطعان المنقسمين بين الطائفية والعنصرية في مجتمع تم تجزيئه لخدمة قائدهم وليس الصناعة والمضي في الانتصارات الكبيرة والمصانع المنتجة لكافة وقود الحرب لم ننال هذه الأشياء بل النقيض حيث كنا نحن وقود حروب الكرسي من تجويع وتنكيل وتخلف وأمراض حيث تمت صناعتنا لقدر أن يكون هؤلاء قادتنا لان شعب مبهم يستحق قائد يتمتع بفكر البهائم .
سعيد جدا بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

كتبت هذا المقال بمناسبة الاحتفال بأنفصال جنوب السودان بتاريخ 9/7/2011م

التجارة شطارهـ

التجارة شطارة
كانت التجارة على مدى التاريخ مصدر رزق جيد وبداية للثراء لكثيرون من أبناء الشعوب سواء كانوا في العصور المتقدمة أو العصور الحجرية القديمة وتنوعت تلك التجارة بكافة أصناف البضائع المتداولة بين الناس وكلاً حسب مهاراته التجارية ولا يستثنى منها إمكانياته في التعامل بصنف معين وتجارة محدودة ونجد من يعدد مصادر تجارته ويضع بيضة في أكثر من سله حذراً من تقلبات سوق معين بتاريخ معين .
تخضع التجارة لبنود وعقود وعهود كثيرة لا يمكن المضي بعيداً عند الإخلال بأي مبدأ من مبادئها لكي لا تصبح تجارة عرجاء ما أن تنهض من كبوة حتى تقع في كبوة أخرى وتكون الحفرة هنا أعمق وأكثر صعوبة في النجاة من تأثيراتها السلبية سواء آنية أو المؤجلة منها بحيث يلعب عنصر الشطارة هنا دور كبير في النهوض والاستمرار من عدمه و التعدد هنا يكون له تأثير مناسب لسد كبوة يقع بها المتاجر لسوء حساب كان ذلك أو لظرف خارج عن الحسابات .
الزمن قد يخدم جيل معين في تجارة بعينها دون جيل أخر فمثلا تجارة الكمبيوترات لم تكن على ذلك النحو في جيل الأجداد ولم يسمعوا بها وكذلك السيارات وكانت تحل محلها تجارة الخيول والحرير ربما أكثر نقاء لكنها ليس أكثر ربحاً ورواجاً ولم تكن لأجدادنا شطارة تذكر لتسويق تجارتهم ولم تكن هناك أسواق متعددة لفعل ما نفعله بل ولم تكن هناك أوراق ثبوتيه للمادة المتاجر بها كما عندنا لكن كانت لهم كلمة التي فقدت في زمننا هذا وكانت لهم سمعة طيبة محافظون عليها مقابل الربح القليل في الصدق تسد حاجاتهم القليلة التي اعتادوا عليها نظراً لقناعتهم وصدقهم وعفويتهم .
التجارة بعينها عمل مشروع شريف يدر الكثير من الربح فقط عليك أمساك الخيط الذي يؤدي بك إلى الطريق الصحيح منها وحينئذ تنال الرضا عن نفسك بل تنشى جيل تجاري من بعدك يكون له حظوة من تفكيرك وبدايتك الحقيقية ويصبح السوق ملعب كبير تدور بفلكه أنت وهذا الجيل واضعاً نصب عينيك أنك سوف تورث مهنة لا تحتاج في كثير من مجالاتها إلى شهادات بل إلى فطنة كياسة وصدق في الهدف و مشروعية المبدأ لأجيال بعدك مدرك أن لك نهاية لا بد من الاقتناع بها .
التجارة الغير مشروعة كثيرة ومتوفرة في كل زمان ومكان بنسب متفاوتة وتكاد لا تخلوا أسواق العالم من تلك التجارة من أسواق الذهب إلى مكان بيع القش فكلها مجالات للنقيض وهناك من يركب موجة بعينها ويعيش في كبد الحياة في ذلك المسلك بطيء الربح سيء الصيت مشغل التفكير بما يكون عليه الغد من حيلة جديدة بربح جديد مؤجل التزام اليوم إلى ضنك القادم من الأيام وهذه تجارة غير محمودة المنشئ والعواقب بل لا نحصل على شيء منها نورثه لأجيالنا القادمة سوا الخسران والمبدأ الغير سوي .
في ظل المتاجرات المتوفر أي طريق نريد أن نسلك بل أي نوع سوف نختار واضعين بحسابنا الشخصي النوع و الإمكانية والهدف والسبب كلها مجتمعه تعطينا جواب مقنع لوضع كنا نريد منه أن نصبح تجار يشار لهم بالبنان فالسؤال الكبير الذي يدور بمخيلتنا أي التجارة تربح بزمننا هذا وأي نوع نتاجر به في ظل الظروف الراهنة متناسين قيم ومبادئ التجارة التي توارثناها من أجدادنا في القناعة والتواضع والصدق .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

مدفوعة الاجر

مدفوعة الآجر
ربما يكون المتعارف علية في شريعة الثمن المعطى في مقابل الأشياء يكون بعد ملكة والتبعية المتحولة له من المالك الأول بكثير من نواحي العمل والتشغيل سواء كان العمل المنجز فردي أو جماعي وربما يكون سلعة معروضة في مكان يستفاد منها الكثير في حين ووقت معين وتلعب الصلاحية هنا دور مهم في غلاء تلك السلعة من عدمه وليس بالضرورة تكون أشياء ملموسة غالباً بل يعتبر العرض والطلب مبدأ من مبادئ دفع الأجر المسبق نظراً للخدمات التي سوف تقدم بالمقابل .
في رحب الأسواق المتنامية لكافة السلع الحسية منها والمعنوية يكاد كل شيء معروض للبيع فمثلما كانت أسواق النخاسة في السابق يباع بها العبيد المغلوب على أمرهم تطورت هذه الأسواق كثيراً وأصبح المعروض خادم جيد مثقف يجيد التلاعب بالأشياء من خلال فكرة الممزوج بالخبث والمراوغة التي تجعل منه مشروع لدفع الأجر المسبق ويحدد السعر الزمان والمكان و الإمكانية والنوع الخدمات التي سوف يؤديها بل والطريقة التي يمكن أن يوظف بها عبقريته المشئومة التي جعلها سلعة في سوف الدفع والمقابل .
الطريق المباشر لدفع الثمن غالباً ما يكون أوضح وأكثر دراية بل وطريقة التعامل تكون في وضح النهار وبمكان عام وتحت أنظار الناس في الشارع أو السوق ومكان العرض وتحسب لتلك الخدمات حساب في الضد والمعاكس منها حيث يمكن لشركة ما أن تصنع منتج وتروج له بدعاية إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مشاهدة وتستأجر من ينافسها في المنتج يكون أقل جوده فيقع المستهلك بين خيارين حددهما نفس المتاجر بها .
وهذا كله بمقابل يدفع مسبقاً حيث تكون الثقة هنا بأقل رصيد لها بين المتداولين لتلك الخدمات ولا يربط بينها سوى القبض المسبق أو مدفوع الأجر ومن حدد تلك المعايير هم أنفسهم الذين يضعون إمكانياتهم في مجال الشك ودائرة التخمين حيث لا يمكن أن نرى بمصنع الخمور رجل ذو وقار وحكمة ولا يمكن أن ننظر إلى شيخ زاهد بأنه تاجر يجمع هموم الدنيا وهكذا تفسر الأمور التي يكون لنا البائن المختلف عما حوله يميز ويوزن بمعيار الخبرة بالشيء والدراية .
دفع الأجر يجعلنا نتساءل لماذا هو مسبق الدفع فالعادة التي جرت بين الناس هي أن تؤدي خدمة وتقبض بمقابلها قبل أن يجف عرقك أما قبل رؤية العرق و جاهزية العمل يعطى الأجير ثمن عمله فهذا هو الذي جعل منها مرمى لحجارة الشك فالصلب منها لا يتأثر من الحجر أما الهش المهمش فهو الذي جعل طريق التخمين والتساؤل مطروح بقوة الزمان والمكان والإمكانية .
فحسب الأشياء أن يكون لها ثمن وقدرها أن لكل شيء معروض ثمن فالنجعل خدماتنا غالية الثمن بحسب ما يمليه علينا التقدير والإتقان والتعبير بأشياء ثمينة كسائغ الذهب ربما يصك مئة سبيكة بنفس القالب ويبقى الثمن موحد وعندما يغير الشكل في الصك يكون الثمن مغاير للشكل الأول لكن من حدد تلك الإثمان هو الوقت والجهد المستغرق في صنع القالب والإبداع في الشكل الجديد .
عندما نقبل بأن يدفع لنا أجر مسبق يجب أن نقدر الأمور كثيراً و علينا أن لا نفقد طريق الصواب في ظل الضوضاء التي صنعها المتاجرون الذين يسعون لدفعنا بالقبول بأن تكون مهامنا مسبقة الدفع بل يجب أن نحجم من إمكانياتنا ونوفر طاقاتنا لكي نستخدمها بالمكان والزمان الذي نحن نريده لا أن يكون قد أفهم علناً وجوابنا السمع والطاعة دون القناعة .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون أسعد أن أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

الخميس، 30 يونيو 2011

البحث عن الصفاء

البحث عن الصفاء
ليس الباحث عن الصفاء دائما على صواب أو أتخذ القرار الذي يجب عليه أن يكون وليس العكس صحيح لكن لكل رؤيته في تلك الحالات المبدئية التي تناسب مقاس حالته الاجتماعية البسيطة أو العمق المبيت الأزلي الذي يعيش فيه بين جنبات الحياة بكل مميزاتها الحقيقة أو المرسومة مسبقاً ويكون فيها التدخل الخارجي حسب المساحة الفارغة من تفكيره أو ما سمح به صاحب هذا الفراغ النفسي المستكين إلى حالة القوقعة المبنية على حالته الاجتماعية بكل مورثاتها وعمقها .
بعد المطر تشرق الشمس وتخرج الفراشات لكي تطير فوق العشب المبلل الذي أختلط برائحة الأرض قبل الغروب والدخول في ليل طويل ربما تزول أثار المطر ويمكن أن يزيد المطر وفي تلك الحالتين فأنها سوف تؤثر على المنظر الكبير عند خروج تلك الفراشات فأن الثعالب تتكيف مع الجو في الغالب وربما تلعب معها وهي تعلم أنها لا يمكن أن تصطاد منها شيء وأن حصل فأنه لا يغني عن وجبتها الدسمة من طير قد نفق هنا أو هناك من العاصفة وهي ما تأمل أن تحصل علية وربما يصادف طريق ذلك الثعلب حشرة الخنفساء المفضلة لدية لأنها مقرمشه وفيها شيء قليل من المطلوب حيث لو حصل على المزيد منها فأنه قد يتخلى عن أحلامه بالعثور على طائر جريح أو نافق وربما مسروق يتقاسمه مع ثعلب أخر قام بالمهمة فالصفاء هنا لم يحل كافة مشاكل الثعالب .
وعند الذهاب إلى رحلة في البحار والأنهار الجارية نجد مثل تلك الحالة مختلفة بعض الشيء لكنها تتوافق بالمضمون فعند مصبات الأنهار نجد أن نوع معين من الأسماك قد أستوطن هنا حيث المياه العكرة المختلطة في الكثير من الطين ومخلفات الانجراف و تكون الرؤية هنا معدومة لكنها اعتادت الحالة العكرة فتقع فريستها أشياء كثيرة من الضفادع الصغيرة أو الأسماك النهرية الطرية ففي العودة إلى حالتها وتصنيفها لن تجد لها تسمية معينة لأننا لو أطلقنا عليها أنها أسماك بحرية نكون مخطئين كيف يكون ذلك وغذائها من مخلفات الأنهار وعندما نقول أنها أسماك نهرية نكون أيضا على غير الصواب كيف يكون ذلك وهي لم تعيش في النهر بل أنها تأكل أبناء الأسماك النهرية .
أذا في المجمل الصفاء ليس تلك الحالة المثالية للحياة لبعض الكائنات الحية أو التي تعتبر حالها كذلك والتي تريد عبور رحلة الحياة بسلام مورثة البحث عن بيئة أفضل لجيل أخر وفي المقابل ليس البحث عن الكدر هو الحل الأكثر طمأنينة وجالب للسعادة في ظل عدم الرؤية المفروضة عليها وتحت تأثير أنجرافات تأتي من مكان بعيد والحياة تحت تأثير تلك الحالة يتطلب الكسب بأكثر طاقة ممكنه وبفترة محددة لا يعلم أحد مداها وما تحمل من أشياء يمكن الاعتماد عليها .
سعيد جداً بقراءتك مقالي وأكون سعيداً لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

الخميس، 20 يناير 2011

المش المنضب

المش المنضب
للشعوب عادات وتقاليد تكاد ترتبط بهم بشكل وثيق لا يمكن تجزيئه من لباس وتقاليد الزواج الخاصة بهم والعادات اليومية مثل الطعام والمسكن فنرى منهم من أتخذ من الجبال بيوت ينحتون فيها مغارات ويسكنون بها  بدل عذاب نقل الحجر وبنائه والتفكير بالمستقبل لما يتعرض له من تقلبات في الطقس من أمطار وأعاصير وهذه من مخلفات عقل الإنسان المدبر للأمر المستقبلي ليس شرطاً حدوثه بل هو توقع  بواقع المعقول . فنرى الدول تعد جيوشاً قوية تكلفها ميزانية ضخمة على مدى عصور وعقود فلم نسمع بذلك الجيش قد خاض حرباً واحده فهذا لا ينقص ذلك الجيش الهيبة وحسن التدبير بل يبث فيه روح التحدي و الإصرار على ما هو مقبل من تقلبات كثير تهدد وطنهم ومستقبلهم كما فعل إنسان الكهوف بالتفكير بالمستقبل وتضع الدول أكبر المفكرين لكي يقدمون المشورة للقائد لكي يتخذ التدابير والخطط المستقبلية لدرء أي تهديد قد يحدث بالمستقبل المنظور وقد لا يحدث فقط هو التخمين وتطورات الأحداث القريبة منها والبعيدة ولا يغفل أحد عن التهديد وأنواعه الكثيرة سواء كان خارجي هنا تكون التحدي مهما كان كبره سو يكون الشعب في صف القائد كتلة واحده يدافعون عن حصنهم المنيع .
فهذا كله يندرج تحت عادات الشعوب بالتدبر للمستقبل وليس بعيد عن العادات نجد التخزين للطعام من الوقت الموسمي الفائض إلى وقت الجفاف يأخذ حيز كبير من تلك الهموم المعيشية للفرد أو للدولة ككل ولنا مثال كبير بقصة سيدنا يوسف علية السلام عندما زرعوا سبع سنين للقادمة العجاف وكما يفعل النمل بالتخزين من الحبوب في وقت المواسم لكي تكفيه أيام الشتاء الطويلة وتكون له مئونة تخزينية فطرية .
 في عصرنا الحالي فقد اقتربت المسافات بين مواقع الإنتاج وأسواق الاستهلاك بل أن التطور جعل الزراعة بغير وقتها لما تكفي حاجة الأسواق من منتجات زراعية فهذه ليس مقياس على ما نقصد هنا بل نحن نركز على التخزين قبل ذلك العصر ومن تلك العادات للشعوب مثلا المصريين القدامى يخزنون الجبن بطريقة ما يدفنوه بالتراب لمدة هم يعرفونها ثم يخرجونه بوقت الحاجة إلية لتناوله في و الوجبات اليومية ما دعاهم إلى ذلك هي الحاجة إلية يعتبر مخزوناً للأسرة لوقت لا يكون فيه متوفر مثل ذلك النوع من الطعام والمصريون ليس استثناء بل حتى بلاد الشام تخزن مثل تلك الاجبان وبطريقة مختلفة يسمونها الشنكليش ولنفس الغرض ولو بحثنا في الصين أعتقد أننا سوف نجد نفسها بطريقة مختلفة تماماً وكذلك بين كل شعوب العالم لكل طريقته التخزينية فالبلاد التي ترعى الأبقار والأغنام تجدها تخزن ما تنتجه تلك الحيوانات فالبدو مثلا يخزنون ألاقط وغيرها من المشتقات الحيوانية وحتى يصل بهم الأمر إلى تخزين اللحوم مثلهم مثل الشعوب التي تقع على شواطئ البحار فهم يجفون الأسماك أيضا هذه عادات الشعوب في التخزين تحسباً لأي طارئ متوقع الحدوث أو صعب الحدوث ناهيك عن تخزين الذهب والنقود والمسوغات الغالية التي قد يحتاجون إليها بوقت ما فتكون خزينة وزينة لهم . وما تصنعه الشعوب الآن بوقتنا الحاضر من تخزين لمواد غالية الثمن ومكلفة الإنتاج يجعلنا نفكر لماذا هم يفعلون ذلك وهل اختلفت عاداتهم وتقاليدهم أم أختلف تفكيرهم أم أنهم يرون المستقبل من زاوية لا نراها نحن ونبقى متمسكين بعاداتنا التخزينية بل وكل الأفكار القديمة التي تجعلنا متفرجين غير مؤثرين على ما يحدث حولنا وغير مدركين للخطر الذي أدركته الشعوب قبلنا فنرى مسرح الإحداث متسارع لا نقوى على إلحاق بة أو العمل مثل ما يعملون من تخزين قد يحتاجونه قريباً وقد لا يكون ذلك .
سعيد جدا بقراءتك مقالي
أرجوا إن ينال إعجابكم تحياتي للجميع

شواخص على طريق الحياة

شواخص على طريق الحياة
أن أكثر ما يلفت الانتباه وأنت تسير في الطريق هي تلك الإشارات والعلامات الكثيرة البيرة منها والصغيرة متعد الإغراض والمأرب تحاكي المارين بذلك الطريق بكل ما يجول بخاطر من وضع تلك ألافتات والإعلانات المكتوبة منها والمرسومة بصورة براقة جذابة تستهوي وتستميل كل من يمر ويعبر بها لابد من استراق البصر إليها وربما تكون النظرة الأولى تجرنا إلى التعمق الإطالة ومعرفة الاستفادة منها بشكل أو بأخر .
وهذا بلا أدنى شكل نوع جاذب للسائرين بذلك الطريق فما يوضع على الطرقات السريعة غير الذي يوضع على الطرقات الفرعية الأخرى ولكل مقام مقال بهذا الشأن وما يوضع عند مدخل البلد غير ما يوضع بداخله وهذه تخضع لدراسات كثيرة ومتعددة يقوم بها بالعادة مختصون الدعاية والإعلان الذين يملكون شركات كبيرة مصدرها ألرزقي على ذلك المنوال وتوظف كفاءات عالية لها خيال واسع في الاستنباط الفكري وتوظيف الصور والمعلومات لخدمة تلك الشركات ومنها الصور الطبيعية والخيالية بشكل كبير .
إذا هناك أشياء مهمة نستطيع لفت أنظار من نريد إليها بجهد بسيط وحركة جمالية متوفرة في كثير من الأحيان وبكل زمان ومكان على سبيل المثال يمكن إن نبتسم في وقت تعجز الكلمات عن توصيل فكرة فتكون البديل البسيط ابتسامة الموظف في وجه المراجع المهموم الذي يريد أن تنجز له شيء معين ويضع هذا الموظف في الحسبان الارتباك لهذا المراجع واحتمالاته المفتوحة والمتعددة لما سوف يقول ذلك الموظف وينصت مستمعاً ومنتظراً لكل حرف ينطق به هذا الموظف لكي يجيب بإجابة مختصرة بسيطة وربما يستعمل ذكاءه بالإيماء أنه لم يفهم قصده وليلفت انتباهه إلى إن هناك احتمال غير الذي ارشد إلية وهي الرغبة في المساعدة وهنا تتباين ردود الفعل حسب الخبرة في مثل تلك المواقف .
ومن شواخص الحياة المهمة هناك من يحتاج إلى أرشاد وهو أقرب الناس إليك ويجول حولك ينتظر منك التوجيه والنصح الخالص لأنه بكل بساطة رسم لك صورة لا يمكن المساس بها ويعتبرك المثل الأعلى في حياته بشكل عام لا نبالغ بأن كل إنسان يتمنى أن يكون أفضل شخص بالحياة من حيث التأثير والشهرة والحالة المعيشية إلا الأب يتمنى أن ولده فلذة كبده أن يكون أفضل منه كل شيء ولكي يكون الأفضل الذي تتمنى يجب عليك الإرشاد والتوجيه المستمر وأن تضع بعين الاعتبار المرحلة السنية التي يكون عليها وحاجته لنوع معين من التوجيه فما يقال للمتفوق بالدراسة لا يقال للذي هو أقل منه شأن وما يقال للطفل لا يقال للمراهق وكذلك للناضج الواعي .
يحتاجون من هم حولنا للتوجيه المستمر وتخصيص وقت أسبوعي لقليل من الوقت لكي نلقي إليهم كلمات قد تغير مجرى حياتهم وهم ينتظرونها بلا شك لأنهم مستعدون لسماع مثل تلك الأشياء نظراً لحاجتهم إليها والاستفادة من خبرتنا وتجربتنا بالحياة ولكن يجب إن لا نغفل عن أشياء مهمة ونحن نؤدي تلك النصائح وهي هل لدينا أمكانية التوجيه والمعرفة بطريقته ووقته وهل ننهى عن فعل ونأتي بمثله كمن ينصح ولده بأن لا يشرب السجائر وهو يفعلها هل المتوقع إن يكون المستمع مقتنعاً بما تقول وسوف يطبق توجيهاتك إذا يجب أن يكون السلوك الخاص بالملقي صحيحاً سليماً لكي تكون الفائدة المرجوة من التوجيه كبيرة ولها تأثير ايجابي .
سعيد بقراءتك مقال وأكون سعيداً لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

أصرخ عالياً فأني أسمعك

أصرخ عالياً فأني أسمعك
المتكلم عن الحق يتمنى دائما يكون صوته منخفضا لكي تكون حجته مسموعة ومقنعة بكل تفاصيلها فهو لم يعد بحاجة إلى رفع صوته والصراخ لأنه يقف على أرضية صلبة ملئها حق  والحقوق والمستمع لنا مدرك إننا على ذلك الحق فله عقل مميز بين الخطأ والصواب ويعلم جيداً ما نريد وما نطالب به فهنا تكون الأمور مثالية لا تحتاج في كثير من الأحيان إلى صوت مرتفع أو كلام كثير فقط هنا التلميح بالمطالبة بذلك الحق يكفي لان القاضي لبيب مدرك لكل معطيات المطالبة بالحق بل وبالحاجة الماسة لنا بالإنصاف و يعلم جيداً الخيارات البديلة للحصول علية .
فلم تعد هنا هناك أشياء مسلوبة من حقوقنا الكثيرة اليومية منها وما مضى علية سنين وسقط في التقادم المقيت المذيب لكافة أنواع العقول المنفتحة السامعة لمطالبنا الدونية البسيطة التي لا تسير حياتنا بشكل مقبول بدون الحصول على تلكم المطالبات الصغيرة لكننا قد نضطر إلى رفع صوتنا قليلاً لكي نلفت الانتباه لنا ولكي تكون هناك أرضية لبدء الحوار والمطالبات وقد يضطر الطرف الأخر إلى إسكاتنا من أول حق وأبسطه لكي لا يفتح على نفسه باب كان بالغنى عنه أو تناساه لفترة طويلة حتى وصل الأمر إلى ما وصلت إلية من رفع للأصوات وقد يكون صوتي ليس الوحيد بتلك الساحة الحقوقية المطالبة بالإنصاف .
إذا على المطالب بذلك الحق علية تحديد خياراته في طريقة الحصول على ما يربوا إلية وأن لا يغفل عن التوقيت المهم في أشياء داعمة له ولموقفة النبيل في القصد من أثارة تلك الزوبعة وفي هذا الوقت بالذات من مرحلته العمرية أو الحياتية فما يطالب به الكهول ليس بقدر وجرئه ما يطالب به الشباب وما يطالب به المثقفون ليس بنفس الحجة والقيمة بما يكون للجاهلون قليلين التعليم بكل نواحي المطالبة بالحق وما يقبع حوله من معطيات سواء بالإصرار أو التسلح بأدوات تجعل الحصول ممكن وفي متناول اليد وما يتوفر من إمكانيات للتضحية بها والتعداد هنا مهم للغاية فما يطالب به فرد أو أفراد غير ما تطالب به جماعة أو جماعات فكل تلك الأشياء تدعم المطالبة بل ويمكن في كثير من الأحيان أنها هي من دفعه لخوض تلك المغامرة والتجربة والتجرؤ على فتح الأفواه ورفع الأصوات .
هنا تأتي العزيمة والإصرار للمطالبة والتجهيز الجيد كلها عوامل مساعدة للمضي قدماً حتى أخر رمق في التحصيل المدروس للحق الضائع لكن ليس كل شيء مثالي فتحديد الخيار ممن تريد حقك إيظاً سؤال مهم يجب إن لا تغفله وتضعه في كل خياراتك هل تريد حقك من فرد أو جماعة أم انك تريد حقك من جهة هي أكبر منك وأكثر منك قوة في الإقناع ولها مقومات ما تجعلك تخرج خالي الوفاض من كل تلك الزوبعة التي أثرتها بل وتخرج أنت الذي على خطأ رغم وضوح حقك كما الشمس لكن من تطالبه بحقوقك يخضع لعدة مقاييس وجوانب أنت تغفلها ويكفي هنا التلميح إلى حقك أن الصبر يجب إن يكون له نصيب كبير من تفكيرك وتركيزك فلم تصل إلى مرحلة الصراخ أذاً أنت ليس في وقت وصلت بك الحاجة إلى المطالبة به فعليك أن تتضور جوعاً لكي نقدم لك كسرة خبز تسد بها رمقك إلى قليل من الوقت وترجع أيها المهضوم الحقوق إلى نفس المربع المنطلق منه فأنك لم تكن بقدر من الخيار للحصول على تلك الأشياء التي رسمت لها فقط في مخيلتك صور ما يعد الحصول على حقك وكنت لا تقوى على الصراخ في بداية أمرك وحسم خياراتك فكيف يمكنك أن تستطيع المطالبة بالحق الذي أهم شروط الحصول علية هي القوة المطلقة بالحق المسلوب منك .
عليك الرجوع خطوة واحدة للخلف والسؤال هل تستطيع أن تمضي قدما إلى ابعد من الصراخ وقبل ذلك هل كان الصراخ بحقك ضمن خياراتك الموضوعة بأول الطريق وتستمر المطالبة بالمسير بخط تصاعدي إلى ابعد حد حتى الحصول على ذلك ومستعد لتقديم كل ما يغرس في نفسك الإيمان بحقك مهما بلغت التضحيات لو كان هذا خيارك لماذا تركت حقك يُسلب قبل المطالبة به .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون سعيداً أكثر لو أعجبك ما كتبت
تحياتي للجميع

الجمعة، 7 يناير 2011

ثورة المشمش

ثورة المشمش
أن المستحيلات كثيرة بحياة الفرد والمجتمع وهي التي يصعب تحقيقها في أمل منظور فأسهل طريق لها هو أطلاق عليها أسم المستحيل لكي نتخلص من تبعات العناء في تحضير العدة والأدوات التي تجعل تحقيق شيء منها في خانة الممكن تحقيقه أو التي نحاول التفكير في تحقيقها . وما هي الشروط التي تتوفر في هذا الشيء لكي نطلق عليه مستحيل فما يستطيع حامل الإثقال مثلا أن يحمله يعتبر لدى الشخص العادي مستحيل فهذه تفسيرات نقنع أنفسنا بها وبعد أن يتدرب الشخص العادي على حمل الإثقال يصبح ممكناً أن يحمل ما كان بالأمس مستحيل فالذي     ي فعله هو تدبير الطريقة والجهد والعرق والإصرار على تحقيقه لان عندما فكر بأنه مستحيل لم يفكر بأسهل من تلك الطريقة التي تخلصه من عناء كل ذلك وعلى ذلك نضع مقاييس تفسيرية لكل فرد دون الأخر بما يتوفر إلية من إمكانيات وتحضيرات تجعل ما فكر به هين ويمكن تحقيقه بطريقة أو أخرى .
ولكل مجتمع دائرة ضيقة وأخرى واسعة من التحليلات السطحية والعميقة لكلا الحالات ومنها المستحيل والممكن فما يتوفر لدى المجتمع الأول يعتبر مستحيل لدى المجتمع الأخر فهذه أمور لا تعتبر بالضرورة عيب بذلك ولا هي من محدودية الثقافة الفكرية لدي ذلك المجتمع الذي يريد التطوير والانطلاق بكافة المجالات لكن يبقى من يقود ذلك المجتمع رمز مصور لخطته الوضعية لما هو مستحيل وما هو ممكن واضعاً في الحسبان إمكانيات ذلك القطيع الهائل من البشر الذين وجدوا أنفسهم بالفطرة يعيشون في ذات الزمان والمكان الذي يعيشون به تزامناً معه مجبرين غير مخيرين بذلك القدر المحتوم والوضعيات المستحيلة منها والممكن تحقيقها يبقى ذلك الحاكم الملهم المدبر كل أمور مجتمعه الحالية والمستقبلية يستنفر كل الإمكانيات الاستشارية لدارسة وتقييم ووضع خطة مخلصة له بالوقت الحالي حتى يجد الجواب أو يتغير تفكير مجتمعه بانعطاف يلعب القدر به دوراً مهماً لكي يفلت من تصوراته وخططه الحكيمة وربما نتذكر بذلك قصة الحاكم والفلاح عندما جاء حاكم ترهقه التخمة والملل إلى فلاح فقال له أزرع لي شجرة نخيل تثمر مشمش سوف أعطيك ألان مائة إلف دينار وبعد سنة لك مثلها وعندما يتحقق ما قلت لك علية وتعهدت به مثلها أو يقطع عنقه  فوافق الفلاح على طلب الحاكم وبدء فعلاً بزراعة شجرة النخيل لكي تثمر مشمش وهو يردد القول في كل لحظة أما أما أما وعندما أستحلفه الحاكم وأعطاه الأمان بأن يقول له ما تفسير تلك الكلمات وبأن يعطيه المبلغ كاملاً ألان لو فسرها له قال له أما أن يموت الحاكم وأما أن تموت الشجرة وأما أن أموت أنا وأما أن تثمر مشمش كما وعدتك فضحك كثيراً وأعطاه المبلغ ومن هنا كانت قصة المثل المشهور بالمشمش أي بالمستحيل تحقيقه .
ففي تلك الأيام نشهد تغييرات هائلة بمجتمعات كثيرة من مشرق وطننا العربي الكبير إلى مغربه طلاب جامعات ومجتمعات كثيرة بدئت بالتململ باتجاه العنف والخروج عن المألوف في المطالبة بلقمة العيش فنجد من يحرق نفسه استهجان لما وصل إلية حال اليأس من مستقبل أفضل ومنهم من يختار السيارات الفارهه للتجار والمسئولين ويدمر ويحرق بها متجنباً المثيل لها من القديمة والمهترئة لأنها لأشخاص حالهم لا يختلف كثيراً عن حال من أحرق نفسه دفاع عن قضية مستجدة بحال جديد وغلاء فاحش لا يقوى عليه من أركن تخطيطه لذلك الملهم الفذ المدافع عن مجتمعه وتنكشف السوءة بوقت يصعب تدارك النتائج لكلا الطرفين فمن يسمح للبعوض بمص دماء يده سوف يسمح لهم بامتصاص دماء الآخرين فالتجار همهم الأول والأخير بل الأوحد هو بأن تكون المعادلة حسابية بحته لا تخضع لأي عاطفة وهمية يتمسك بها الفقير الرومنسي الذي يؤمن بالأحلام الوردية المغلوب على أمرة المنسي من تفاصيل حفلات الشاي أو الحفلات التنكرية المترفة التي لو حدث بها تعكير صفوة يكون هذا غير مقبول وغير أخلاقي وغير منطقي وربما لو عطس من يقدم لهم الشاي سوف يجني على نفسه بتلك الفعلة ويخسر عمله الذي هو مصدره الوحيد ولسوف نجد صاحب العطسة يتصدر المطالبة بتغيير الحال لأنه يعلم بما يدور خلف الكواليس فكان بالأمس مستكين مستسلم لما يدور حوله .
حتى لا يصبح كل مجتمع مطالب بتغيير الحالة الاقتصادية له يجب الانتباه إلى ما يمكن أن يحفز هذا الشعب لكي يحقق جزء من مستحيلا ته المركونة وربما ينسى تحقيق القسم الأخر بأنشغالة بنصرة على ذلك المستحيل الأول ولكي لا يدفع كل مجتمع بمن يحرق نفسه يجب التنبه لحاجات ذلك المجتمع الملحة وهي لقمة العيش فالجياع لا يبصرون والمتخمون لا يبصرون فأن حدث تصادم بينهم سوف تكون نتائجه كبيرة على كافة الاصعده فمن ينتمي للطبقة الراقية فأن نظرة سوف يكون للأعلى ومن ينتمي للطبقة المسحوقة يكون نظرة للأسفل لكي يجوب الأرض باحث عن الفتات المتساقط من الأعلى فلا ينظر إليهم لكي لا يلفت انتباههم إلية ولكن أن أنقطع الفتات سوف يبدأ بهز أرجل الواقف في أفق بعيد لكي يفقده توازنه وبالتالي يتساقط أليه ما يريد وما يطلب وهو سد رمقه بلقمة تكفيه إلى الغد وفي الغد يبدأ الدورة الأخرى للبحث عن لقمة جديدة .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبكم
وقت ممتع والقادم أجمل أن شاء الله
تحياتي للجميع
 

الخميس، 6 يناير 2011

الحب بين الإنا و الإيماء

الحب بين الإنا و الإيماء
يقول الدكتور العقاد إن أمي اعتادت الكذب علي عندما تعطيني معطفها وتقول أنها لا تشعر بالبرد وعندما تقدم لي الطعام وتقول أنها ليست جائعة. فهذا حب تأثيري بشكل محسوس عندما ندخل بهذه الدوامة من الحب الفطري سوف نسطر أجمل القصص والروايات والكثير من القصص الواردة بهذا المنوال لا نستطيع الحكم على المبالغ منها والحقيقي إلا بروح الإحساس الفطري ومن خلال التجارب الشخصية والمقارنة بين الرواية والواقع عندما نتطرق مثلا إلى حب الذات دائما ما نقول عن هذا أنه غير مستحسن وغير مبرر والحقيقة غير ذلك لكن الإفراط بهذا الحب يكون له نتائج سلبية مسببة للغرور والتعالي على المحيط مما يجعل النظرة بالاتجاه العكسي لنا غير ما نود من توصيل رسالة معنوية بأنفسنا وغالباً ما يكون اللقب جاهز والأرضية خصبة لإلصاقه بنا ممن يحيطون بنا وهم أنفسهم ما كنا نريد أن نقنعهم بمواهبنا ونلفت أنتياههم بنا ودائما ما نتكلم عن أنفسنا أمامهم كثيراً لكي ننبههم بما يحاولون إخفائه بشخصيتنا فقط لأننا لم نسمع منهم ما نستحق وحتى لو كان أقل من المتوقع فنعود لمشكلة الغرور بدل البحث عن دافع معنوي قوي بالاتجاه الصحيح فتصعب عندها المهمة كثيراً فنجد أن أمامنا حاجزين علينا تجاوزهم لكي نعود إلى المربع الأول فالحاجز كبير حيث وضعت الدائرة حولنا فقد وضعت ليس بقصد التباهي والابتعاد أنما للتقرب منهم ولكن ليس كل شيء ممكن فالمفكرون كثيرون ولا يمكننا صنع شخصية مستقلة عن محيطنا بكل شيء وبالمقابل لا يكن الاستكانة إلى كل لقب يصدرونه علينا والتسليم به على انه أصبح واقع وعلينا الرضا والتعايش مع حكمهم وعدم المحاولة بالتصحيح أو حتى الخروج من تلك الدوائر المصطنعة لنا . والخطأ الأكبر الذي قد نقع به هو أن يندرج الصراع بيننا وبين أنفسنا فتكون هناك مشكلة الصراع الداخلي وعدم الرضا عن الأداء الوجداني بمجرد الزلل نصدر حكما على أنفسنا ونقع في دوامة الاحتقار للذات بسبب ما يرافق الإحساس بالذنب من ظروف أو أحداث تدفع إلى الخجل وهنا يشعر الإنسان بفقدان قيمته الذاتية وصورتك الذاتية عن نفسك هي التي تكون شخصيتك فهي تحمل رأيك عن نفسك وتقديرك لذاتك أو كراهيتك لها كما تحمل ما في أعماقك من مشاعر الحب نحو الغير وحب الغير لك وإحساسك بالأمن والأمان والثقة بالنفس يبحث كل إنسان عن ذاته ويتوق لأن يعرف نفسه فيكون صورته عن شخصيته فهو يرى نفسه ذكياً مجتهداً أميناً محباً رقيق المشعر أو يرى في نفسه الكسل أو الفشل أو التردد أو الحماقة فمتى قل اعتبار الإنسان لنفسه عالجه إما بإظهار ذلك أو بمحاولة إخفائه والناس في العادة  يخفون احتقارهم لذواتهم أو كراهيتهم لنفوسهم فيظهرون مفعمين بالثقة ويقف وراء ذلك شعورهم بعدم الأمن نتيجة عدم احترامهم لذواتهم محبة الإنسان لنفسه شيء طبيعي. فحب الذات أساس طبيعي في علاقة الإنسان بنفسه والذي يحب نفسه يهتم بمصالحة الشخصية فيعتني بملبسه ومأكله يهتم بدراسته وتقدمه يهتم بزينته كما يهتم بعمله وإنتاجه فحب الإنسان لذاته مفيد له يدفعه إلى حياة كريمة بنَّاءة وحب الإنسان لنفسه يحميه من الاضطرابات النفسية والأمراض ويعطيه سلام الفكر والقلب كما يحفظه سالماً في طريق حياته لينمو ويحقق ذاته فالنتيجة أن لا تكون الأنانية المفرطة والغرور فقط علية الاعتدال والوسطية في ذلك الحب  وأن لا تكون هناك فواصل كبيرة نخليقها نحن بيننا وبين أنفسنا و ننسى ما جرنا إلى هذا النسق من التفكير وما كنا نرمي إلية في بداية حبنا وعدم ترجمته بالشكل الصحيح وأسقاطة على واقع محيط بنا فبدل من تأثيرنا على غيرنا نكون ضحية تأثر محيط بنا وتسييرنا بشكل لم نكن نرغب به ولم يكن هدفنا بهذا المسير . فالتوجه إلى حب التصريح والمبادرة فنجد أنها ضرورة ملحة على أنفسنا الاقتناع بها فكيف لي أن أعرف أنك تحبني أن لم تصرح بذلك قولا أو عملاً فقط علينا القول بما نفكر به للمقابل وإثباته وأن لا يأتي مفاجئ من غير مقدمات عندما نصادف شخص في مكان ما مباشرة نقول أننا نحبه فهذا يجعل التأثير السلبي هو أقرب النتائج وربما يقودنا إلى شيء عكسي لا نستغرب عندما نقابل من ذلك الشخص بتسرعنا بإطلاق هذه العبارة بدون خبرة ودراية وربما لم يكن الشخص المناسب لغرس تلك البذرة في قلبه أو أن شخص ما سبقك لذلك . لكي تأخذ أفضل النتائج فقط عليك الدراسة المتعمقة بمحيط ذلك الإنسان ومعرفة نصف الجواب عند طرحك للمبادرة لتجنب السقوط إمام نفسك أولاً فهذا التصريح متسرع وغير حكيم وعليك الإقرار بذلك لكي لا تلوم الأ نفسك بتصرف متسرع وترجع لجلد الذات بدل الرضا وتضاف هذه السقطة إلى سجل حافل كنت تنوي الخروج منه إلى عمل صائب . إما الإيماء طرقة عديدة وطويلة ومنها الفطري الذي نراه جلياً بتصرف الأم بكافة الأجناس وليس حصراً ببني البشر فالحيوانات أكثر من يجيد تلك اللغة الفطرية والشواهد على ذلك كثيرة جدا فنعود سريعاً إلى حياة الإنسان ربما تكون الأبتسامه والمبادرة بالتحية لها تأثير كبير ناهيك عن اللمسة ومسحة على الرأس لطفل تشعره بالأمان أكثر من الكلام هنا لأن تفسيرها يترك للطفل فقط عليك المبادرة وحرارة العناق مع الوالد لها تفسيرات كثيرة جداً حسب القوة والوضعية وربما يلعب المكان دوراً مهماً في عمق وشدة الشوق لأن هنا يختلف التفكير عن الطفل فالمقابل هنا شخص واعي يتقن ذلك الفن من الإيماء وله باع طويل فهو من علمك تلك اللغة العميقة فهل يصبح من المعقول أنك تريد أن تخدعه مثلاً بتصرف غبي وتتناسى دوره الكبير بحياتك ! فلا تجعل تلك سقطة أخرى فقط عليك الصدق بالمشاعر الصادرة منك بذلك الاتجاه لكي تدرك أنك تسير بالطريق الصحيح الثابت رغم المحيط الضيق بحياتك . وعليك التصريح والتصنع بغير ذلك الموقف فالعمل والدراسة لا شك أنها تركت لك مجال واسع لتنفذ ذلك فالمجاملة ليس بالضرورة أنها غير محمودة في كثير من المواضع بل تكاد تكون مطلب مهم فالمسئول دائماً يبحث عن الحل الوسط لكي لا يلتزم بشيء تفرضه علية ظروف المتغيرات في العمل فيبقى على مسافة واحد من العقاب والثواب فلا يريد التقيد بمشاعر وليدة اللحظة وانية الظروف ويكون التصريح هنا فن تجيده وتحسنه بما كسبت  من معطيات كثيرة خلال رحلة الأيام الطويلة فلا تجعلها سقطة مضافة إلى سجلات تريد منها جني شخصية قوية ولها بكل مقام مقال ولا تعيش فلا بدائرة ضيقة محبطة وتكون الخاسر الأكبر أمام نفسك فقط عليك أدارك ما يدور والتدبر والتصرف بكل حرية وطبيعية لما تملية عليك نفسية ليس بالضرورة يكون بها التحكم ممكن فالاختلاف بين الشخص والأخر أمر طبيعي وعادي فالاستحالة أن نشبه أحدا بكل شيء مهما قرب التفكير والظروف والجنس فيبقى مصدر الاختلاف هو العقل المفكر والمفسر للمحيط وما قد مر به من معطيات كثير سواء كانت لها تأثير جيد أو غير ذلك  وتركت ألآثار بأنفسنا وللأيام بصمة بذلك السياق وخاصة منها العصيبة والمؤثرة .
سعيد جداً لقراءتك مقالي
تقبلوا أرق وأجمل الأمنيات بوقت ممتع
تحياتي للجميع
 

الحاجة والسداد

الحاجة والسداد
أن موازين القوة الجسدية هي الاستهلاك والإنتاج فهذا معيار متوازن بكل أطوار الجسد بل ويشمل الكثير من أمورنا الحياتية التي تجعلنا في ديمومة التطور التكويني الممتد منذ الولادة إلى الممات هناك حاجة لكل شيء في هذه الرحلة الطويلة معدين ومنتجين زاد  لرحلة أطول وأبدية المقام والمبيت بل ويكون فيها المحصلة هي ما جنيته بذلك الجسد ورحلته التي يعتبرها الآخرون عادية وأنت كنت تعتبرها للآخرين كذلك فقط الآن عندما كانت الرحلة خاصة بك فأنك تدخل بأدق تفاصيلها . تحديد الحاجة ربما يكون صعب الحصر لان لكل مرحلة حاجة معينة ومتطلبات تختلف عن سابقتها وما تليها ففي أدراك تغير المنهج والنمط تكون حاجتنا إلى أمور تفصيلية سواء كانت محسوسة أو ملموسة وبينهم يكمن خيط رفيع لا يراه المبصر و يتباها  بقوة النظر بل تريد بصيرة وكلام هادى يميل إلى العقل و صوت خافت لكي يكون التركيز معه كبيراً للاستفادة من كل حرف ينطق بل يهمس بالإذن التي تريد أن تسمع والعقل المهيىء لكل توجيه مباشر أو غير ذلك . تحديد الحاجة أمر مهم وخطير بنفس الوقت وبعصرنا الحالي عليك الحذر من الانزلاق والانقياد وراء أشياء لم تكن حاجتك لها ضرورية بل تعتبر من الكماليات والتباهي فتذهب إلى من يسد حاجتك بأي وسيلة وأي ثمن وهنا تكون قد فتحت نافذة الخطر التي تعتبر مدخلا مباشراً إلى دوامة كنت قبل ذلك غني عنها ولا تحتاج إلى تلك المثابرة والتفكير والرهن هذا كله بل بالكفاف تستطيع إن تحقق كل ما تتمناه حتى لو كان الوقت متأخراً فعندما تتبع خطوات متقاربة بسيطة تكون أكثر ارتكاز على الأرض وأكثر قوة ولا تتأثر بالعوامل الخارجية البسيطة من رياح أو طريق غير مرصوف بشكل جيد لأنك وبكل بساطه تعرف أين تضع قدمك حين تنقل الأخرى فلم تعد الحاجة إلى الإسراع
فالطريق طويل بلا شك بذلك وسوف تصل مع الإصرار والمتابع وتحديد الهدف مهما كانت سرعتك بطيئة فكل ما تحتاجه بذلك الدرب هو أن تستجمع معنوياتك وتقنع نفسك بالهدف وما تنوي تحقيقه سوف تجد أجمل النتائج لأنها كانت مسيرة بتوجيه وأشراف العقل بشكل مباشر . فالسرعة في تحقيق الأهداف سوف تجرك إلى متاهات كثيرة هناك من يتربص بك على جانبي الطريق ويقدمون خدماتهم المدفوعة وحالهم كمن يدس السم بالعسل عند الذهاب إليهم وسماع كلامهم يقنعون الذي وقع في الشباك بكل شيء يمكن تحقيقه لا نهم يخاطبون العاطفة والأحلام ولا يتطرقون إلى عقل وواقع فهذا حالهم يريدون جني الأرباح الطائلة من تلك الخطابات التي وضعت كل إمكانيات الإقناع بها فلم يعد سر إلى ما نتكلم عنه فكل تلك المسوغات نقصد بها حال البنوك والإقراض وطرق السداد ولا نتطرق إلى المبلغ المدفوع والمبلغ الذي يجب عليك سداده والفارق الكبير بينهم الذي يصبح حملاً ثقيلاً عليك قبل كل شيء وأنت من ذهب إليهم بخطوات متسارعة ومن سمح لهم باستغلالك المادي الكبير فهم يجنون الأرباح الكبيرة من أشخاص حالهم مثلك تماماً لكن أهدافهم تختلف بشكل نسبي وجزئي . كل ذلك نتيجة خطواتك غير المحسوبة والمتسرعة التي كنت عليها قبل الوقوع في الفخ الكبير له بداية وليس له نهاية فالقروض هي كمن يشعل فتيل البارود نعلم ماذا فعلنا لكن لا نعلم النتيجة المترتبة من خلال الانفجار الذي سوف يحدث ومن بين كل المدانين بالقروض لا نجد نسبة تعود إلى الحال الذي كان علية قبل الاقتراض وأن حصل ذلك فسوف يكون بمعجزة وبتغيير أكبر والابتعاد عن مواطن الخطر . فحال المقرض يقول أنه لم يذهب إليك بل أنت من ذهب وقدم كل شيء يطلبونه من رهن وأوراق وتعهدات بالسداد فهم يحفظون حقهم ويعطونك ورقة تحتاج إلى تدقيق لمدة أسبوع وخبراء قانونيين لكي تقرئها خلال دقائق جلوسك أمام موظف الاستقبال وحين يراك مستغرقاً بالقراءة مدققاً يسألك بابتسامة صفراء هل تشرب شيء هل تريد مشروب ساخن أو بارد فلم يكن هدفه خدمتكم بل لكي يشتت انتباهك عن ماتقرءه وعند أي خلل بالتسديد أول كلمة تقال لك أنت وقعت على شروطنا كلها وهذه الورقة تكون بخط صغير متراكب وفيها أكثر من خمسين شرط جزائي لتقييدك وعدم الإفلات من قبضتهم . فلم يكن هدفك من الإقراض لمطلب ملح وشيء مهم بل للسفر والسياحة أو جلب خادمه أو شراء هاتف نقال أخر موديل أو كمبيوتر تستطيع الاستغناء عنها بالصبر القليل والبديل أقل تكلفة ولا يجبرك على المسير ذلك الطريق الوعر شديد الخطورة الذي تكون فيه بقية عمرك تخرج من دائرة واسعة إلى دائرة أضيق فعندما نفكر في الحاجة يجب أن يكون تفكيرنا بطريقة وإمكانية السداد تفكيراً مرادفاً لكي لا نضطر إلى سلوك تلك الطرق والوقوع فرائس سهلة بيد المتربصين بنا .
سعيد جداً لقراءتك مقالي
تقبلوا أرق وأجمل الأمنيات بوقت ممتع
تحياتي للجميع

تخفيضات هائلة

تخفيضات هائلة
القيمة المرادفة للسلعة هي ما يشغل بال الكثير من الناس بل وفي بعض الأحيان تكون شغلهم الشاغل طوال رحلة حياتهم المليئة بالمنغصات لجمع تلك القيمة وبالتالي دفعها بالمقابل وهكذا تدور حياة الكثيرون حول النقطة المركزية الفردية من نوعها في المداولات و الآفاق سواء ألقصري أو الطوعي فهذه أشياء رمزية لا تحدث فرق كبير بين الحالتين . والمعروف عن النقود لو أردنا تعريفها بكلمة ومعنى هي أي شيء مقبول قبولا عاما وقابل للدفع من أجل الحصول على سلعة أو خدمة أو من اجل دفع شيء معروف بتقاليد وأعراف المهر مثلاً مثال على ذلك وكذلك شراء حيوان داجن وغيرها فهنا تختلف القيمة من حالة إلى غيرها بالتكييف المقدر في حينه فالخيل تباع بثمن وتشترى بغيره وحسب حالتها الصحية وحاجتها في وقته وحتى لو أطلقنا كلمة نقود على الشيكات بعصرنا الحالي فهنا تبقى قيمتها قيمة النقود التي تكتب في تلك الورقة بدون أن يكون هناك أكياس من النقود . ناهيك عن الدخول في أبحار السلع القيمة مثل المعادن النفيسة وغيرها فلها وقع مضاهي للحديث به وربما يجرنا إلى متاهات كثيرة ومنها التعريف السلعي بقيمتها و المصدر يكون أساس التقييم النفعي بها كالصائغ في وقتنا الحالي الأوزان وحدها لا تكفي لتقدير قيمتها بل وربما تلعب الإضافات دور في رفع أو خفض سعرها السلعي وما يتم شغله في المكان الأول تكون قيمته أعلى مما تم في المكان الثاني فهذه نظريات تجرنا إلى خبرة في التقييم الحظي والحالي بتلك السلع الثمينة . ولا يعرف زمن محدد لمن أستخدم النقود أولا فكل أمة تدعي بأنها من أول من بدء بتداولها ومع بعد المسافات قبل ثلاثة ألآلاف سنة فأننا نبحث عن حل وسط فنقول المسافة التي يمكن قطعها بفكرة النقود هي أكثر من عشرين سنه بين الصين وبلاد الرافدين وخلال تلك الرحلة تخضع الفكرة إلى تطوير في الوصف أو المتداول وكثير من الأحيان في ذلك الزمان ما يتم استنباط شيء جديد يؤثر على الفكرة الأساسية حتى يكاد يخفيها في النظرة الأولى أو الحل الوسط الأول والقول الأخر ربما تزامن تلك الفكرة بين حضارتين مختلفتين فما كان يختم بخاتم إمبراطور الصين غير معترف به عند حمو رابي بل يجري تعديل جذري على ذلك ويتم تداولها في كلا المملكتين بآن واحد بصيغة مختلفة نسبياً . وعند مرورنا بأحد الأسواق المنتشرة بكل بقاع المعمورة نجد الكثير من المتاجر تكتب بخط واضح مبسط أن لديها تخفيضات كبرى فهل يعقل أن يبيع هذا المتجر أو ذاك بأقل من التكلفة الإنتاجية للسلعة أم هناك تغيير في نظريته التجارية و اعتراف منه أنه كان على خطئ قبل بيعها بالسعر الجديد !  فهل للمشتري الأول بالسعر القديم يحق له المطالبة بفرق السعر ؟ وما هو حجم التخفيض وعلى من جرى هل على السلعة المعروضة أم على المشتري ؟ بمعنى عندما كان سعرها مرتفع كان يبحث ويحاكي طبقة معينة من المجتمع والآن يحاكي القسم الأخر منه لكي لا ينفذ أي منهم من المصيدة التي وضعت تحت شعار تخفيضات هائلة . إذا التخفيضات جرت على المتسوق فالمعروض حسب الحاجة بالنسبة للزائر إلى تلك الأسواق فهذه قيمته لما يحمل في محفظته من نقود متروكة للتسويق سواء لحاجته لما سوف يشتري أو لعادته في الذهاب إلى هذه الإمكان التي تشبه الآبار فمهما وضعنا بها لا تردم .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون سعيد أكثر أن أعجبك ما كتبت ....
تحياتي للجميع

القميص الأحمر

القميص الأحمر
أن القوة التعبيرية للإنسان هي استنباطية بحته لا يمكن تقليدها في كل مره ولنفس الهدف حيث نرى لاعبين كرة القدم يعبرون بحركات تكاد تكون حصريه لكي يوصلون رسالة إلى الجمهور الغير المتواجد في المدرجات وربما عبر الشاشة الذين يجلسون في بيوتهم خلفها . منهم يفعل حركات إيمائية ويشيرالى بطنه المنتفخة وهي في الحقيقة غير ذلك بل لكي يوصل رسالة إلى زوجته أن الهدف الذي حققه في تلك المباراة هديه لمولودها القادم وربما وعدها قبل الذهاب إلى الملعب أنه سوف يفعل كل ما بوسعه لتسجيل ذلك الهدف لكي يكون هديه لولده أمام أنظار الملايين . وربما يقلده الكثير فيما بعد فقط يكون هو الأول في ذلك الفعل ولم يكن أحساسة الأول بطبيعة الحال فالكثير عبر عن حبه لمولودة الجديد بطريقة أخرى كانت أقوى وأشد من هدف عابر في مباراة كرة قدم قد لا تتعدى محيط مدينة ووفائهم لناديهم وليس كل العالم يشجع فريقه لكي يشعرون بالامتنان لتلك الهدية فهذا الهدف محدود التأثير مهما بلغت قوته ومناسبة تسجيله . ومن الرسائل التعبيرية هي الهدايا المباشرة المعبرة عن الحب بين شخصين وحسب موقع كل واحد فيهم وما يريد من تلك الهدية وما ينوي أيصالة من فكرة بذلك . إلام تهدي إلى أبناءها الحنان وهذه الهدية ليست ملموسة بل يكون الإحساس المتبادل هي المثمن لها و كذلك هدية الوالد ببناء مسكن وتوفير غذاء ومستقبل فهذه يعتبرها الأب هدايا كبيرة جدا بقدر المشقة بتوفير تلك الأشياء فعندما يهدي المقتدر زوجته فيلا ضخمه أو سيارة فارهة فهذا شيء عادي لا يتوقفون عنده كثيراً و عندما يهدي الفقير زوجته فستان جديد كغير العادة لأنه أعتاد الشراء لها من سوق الملابس المستعملة فأنه يكون هدية كبيرة ومحل تقدير من تلك الزوجة لما تعرف بقلة ذات اليد بالنسبة للزوج وأستغلالة هذه الفرصة وهي توفير نقود والذهاب مسرعاً إلى السوق الذي لم يعتاد الذهاب إلية وجلب تلك الهدية القيمة . فهذه وسائل تعبيرية ملموسة تندرج ضمن العلاقة الإنسانية في المجتمع الواحد وربما تكون أكثر شمولاً لكنها تبقى ضمن اهتمام واحد بطبيعة الحال فعندما تكون الهدية جماعية سوف يكون لها قدر كبير من الاحترام وتكون أكثر فائدة للكثير من الأشخاص لأنها لم تعد تخص شخص دون الأخر ضمن الدائرة الواحدة وهنا يرتبط تطبيق هذه الحالة ذو مشقة كبيرة وحسب حجم العطاء ويكون محل تقدير من المتلقين لها حسب حاجتهم لها ويلعب وقت تلك الهدية محور مهم في تغيير حياتهم أو لعب دور مهم في التغيير فعندما تمطر السماء في الصيف سوف لن تكون هدية جميلة كما هو في الشتاء ويكون الأمر غريباً وعلى غير المألوف وفي غير وقته وقليل النفع للناس فهذا تعبير المتلقي وتفكيره بالحدث وأهميته بالنسبة لهم . هدف الإنسان في أغلب مراحل حياته هو التغيير إلى الأفضل فنرى من يخصص لباس معين ولون معين لطلب معين فنرى أثارة المجتمع بألوان مختلفة ولأهداف مختلفة فمن يجعل اللون الأبيض شعار له ليس بالضرورة هدفه صافي نقي فالكثير يلبسون قبعات خضراء ويدمرون البيئة على سبيل المثال ومن يلبسون قمصان حمراء لم يكن ولائهم للون معين بل للهدف الذي جيشوا المجتمع له وبذلك يكون التعبير في غير مكانه الذي يفهم منه .  في هذا العصر نرى الكثير من استخدام الألوان التعبيرية في مكان يختلف فتكاد تكون لغة الإشارة لا يفقهها سوى من كان قد تدرب وأتقن تلك اللغة . فلم يعد الهدف مرتبط بتعيير بسيط يوصل فكرة ما بل أصبح أعمق وأكبر من تلك الدائرة ونحتاج إلى خبراء بالإيماءات لكي يتم توصيل الرسالة ألينا وربما هذا الخبير يحور الرسالة إلى ما تهوى مشاعره فيفهمنا غير القصد منها ونبقى خاضعين لتجاذب التعبير بغير دراية بتلك الحركات التعبيرية فما لنا إلا القول يجب على من يفعل الحركة أن ينزل إلى مستوانا التفكيري والفطري بتفسير تلك الحركات وتوقيتها وحاجتنا إليها لكي تصل لنا في وقت حاجتها ولم يكن قد فات الأوان لها . فما لون القميص الذي سوف نلبسه وما تلك القضية التي تستحق أن نجعلها من الأولويات وندافع عنها بهذا اللون المختار أو أن القضايا كثيرة فنصبح عاجزين عن ما يكون أول ما نطالب به في خضم فوضى الألوان والمحاور الرئيسية لقضيتنا .
سعيد جداً لقراءتك مقالي
تقبلوا أرق وأجمل الأمنيات بوقت ممتع
تحياتي للجميع

ثورة المشمش

ثورة المشمش
أن المستحيلات كثيرة بحياة الفرد والمجتمع وهي التي يصعب تحقيقها في أمل منظور فأسهل طريق لها هو أطلاق عليها أسم المستحيل لكي نتخلص من تبعات العناء في تحضير العدة والأدوات التي تجعل تحقيق شيء منها في خانة الممكن تحقيقه أو التي نحاول التفكير في تحقيقها . وما هي الشروط التي تتوفر في هذا الشيء لكي نطلق عليه مستحيل فما يستطيع حامل الإثقال مثلا أن يحمله يعتبر لدى الشخص العادي مستحيل فهذه تفسيرات نقنع أنفسنا بها وبعد أن يتدرب الشخص العادي على حمل الإثقال يصبح ممكناً أن يحمل ما كان بالأمس مستحيل فالذي     ي فعله هو تدبير الطريقة والجهد والعرق والإصرار على تحقيقه لان عندما فكر بأنه مستحيل لم يفكر بأسهل من تلك الطريقة التي تخلصه من عناء كل ذلك وعلى ذلك نضع مقاييس تفسيرية لكل فرد دون الأخر بما يتوفر إلية من إمكانيات وتحضيرات تجعل ما فكر به هين ويمكن تحقيقه بطريقة أو أخرى .
ولكل مجتمع دائرة ضيقة وأخرى واسعة من التحليلات السطحية والعميقة لكلا الحالات ومنها المستحيل والممكن فما يتوفر لدى المجتمع الأول يعتبر مستحيل لدى المجتمع الأخر فهذه أمور لا تعتبر بالضرورة عيب بذلك ولا هي من محدودية الثقافة الفكرية لدي ذلك المجتمع الذي يريد التطوير والانطلاق بكافة المجالات لكن يبقى من يقود ذلك المجتمع رمز مصور لخطته الوضعية لما هو مستحيل وما هو ممكن واضعاً في الحسبان إمكانيات ذلك القطيع الهائل من البشر الذين وجدوا أنفسهم بالفطرة يعيشون في ذات الزمان والمكان الذي يعيشون به تزامناً معه مجبرين غير مخيرين بذلك القدر المحتوم والوضعيات المستحيلة منها والممكن تحقيقها يبقى ذلك الحاكم الملهم المدبر كل أمور مجتمعه الحالية والمستقبلية يستنفر كل الإمكانيات الاستشارية لدارسة وتقييم ووضع خطة مخلصة له بالوقت الحالي حتى يجد الجواب أو يتغير تفكير مجتمعه بانعطاف يلعب القدر به دوراً مهماً لكي يفلت من تصوراته وخططه الحكيمة وربما نتذكر بذلك قصة الحاكم والفلاح عندما جاء حاكم ترهقه التخمة والملل إلى فلاح فقال له أزرع لي شجرة نخيل تثمر مشمش سوف أعطيك ألان مائة إلف دينار وبعد سنة لك مثلها وعندما يتحقق ما قلت لك علية وتعهدت به مثلها أو يقطع عنقه  فوافق الفلاح على طلب الحاكم وبدء فعلاً بزراعة شجرة النخيل لكي تثمر مشمش وهو يردد القول في كل لحظة أما أما أما وعندما أستحلفه الحاكم وأعطاه الأمان بأن يقول له ما تفسير تلك الكلمات وبأن يعطيه المبلغ كاملاً ألان لو فسرها له قال له أما أن يموت الحاكم وأما أن تموت الشجرة وأما أن أموت أنا وأما أن تثمر مشمش كما وعدتك فضحك كثيراً وأعطاه المبلغ ومن هنا كانت قصة المثل المشهور بالمشمش أي بالمستحيل تحقيقه .
ففي تلك الأيام نشهد تغييرات هائلة بمجتمعات كثيرة من مشرق وطننا العربي الكبير إلى مغربه طلاب جامعات ومجتمعات كثيرة بدئت بالتململ باتجاه العنف والخروج عن المألوف في المطالبة بلقمة العيش فنجد من يحرق نفسه استهجان لما وصل إلية حال اليأس من مستقبل أفضل ومنهم من يختار السيارات الفارهه للتجار والمسئولين ويدمر ويحرق بها متجنباً المثيل لها من القديمة والمهترئة لأنها لأشخاص حالهم لا يختلف كثيراً عن حال من أحرق نفسه دفاع عن قضية مستجدة بحال جديد وغلاء فاحش لا يقوى عليه من أركن تخطيطه لذلك الملهم الفذ المدافع عن مجتمعه وتنكشف السوءة بوقت يصعب تدارك النتائج لكلا الطرفين فمن يسمح للبعوض بمص دماء يده سوف يسمح لهم بامتصاص دماء الآخرين فالتجار همهم الأول والأخير بل الأوحد هو بأن تكون المعادلة حسابية بحته لا تخضع لأي عاطفة وهمية يتمسك بها الفقير الرومنسي الذي يؤمن بالأحلام الوردية المغلوب على أمرة المنسي من تفاصيل حفلات الشاي أو الحفلات التنكرية المترفة التي لو حدث بها تعكير صفوة يكون هذا غير مقبول وغير أخلاقي وغير منطقي وربما لو عطس من يقدم لهم الشاي سوف يجني على نفسه بتلك الفعلة ويخسر عمله الذي هو مصدره الوحيد ولسوف نجد صاحب العطسة يتصدر المطالبة بتغيير الحال لأنه يعلم بما يدور خلف الكواليس فكان بالأمس مستكين مستسلم لما يدور حوله .
حتى لا يصبح كل مجتمع مطالب بتغيير الحالة الاقتصادية له يجب الانتباه إلى ما يمكن أن يحفز هذا الشعب لكي يحقق جزء من مستحيلا ته المركونة وربما ينسى تحقيق القسم الأخر بأنشغالة بنصرة على ذلك المستحيل الأول ولكي لا يدفع كل مجتمع بمن يحرق نفسه يجب التنبه لحاجات ذلك المجتمع الملحة وهي لقمة العيش فالجياع لا يبصرون والمتخمون لا يبصرون فأن حدث تصادم بينهم سوف تكون نتائجه كبيرة على كافة الاصعده فمن ينتمي للطبقة الراقية فأن نظرة سوف يكون للأعلى ومن ينتمي للطبقة المسحوقة يكون نظرة للأسفل لكي يجوب الأرض باحث عن الفتات المتساقط من الأعلى فلا ينظر إليهم لكي لا يلفت انتباههم إلية ولكن أن أنقطع الفتات سوف يبدأ بهز أرجل الواقف في أفق بعيد لكي يفقده توازنه وبالتالي يتساقط أليه ما يريد وما يطلب وهو سد رمقه بلقمة تكفيه إلى الغد وفي الغد يبدأ الدورة الأخرى للبحث عن لقمة جديدة .
سعيد بقراءتك مقالي وأكون أسعد لو أعجبكم
وقت ممتع والقادم أجمل أن شاء الله
تحياتي للجميع